للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قائل هذه المقالة. وفي القصة: أن مالك بن الصيف لما سمعت منه اليهود تلك المقالة عتبوا عليه وقالوا: أليس أن الله

أنزل التوراة على موسى فلم قلت: {مَا أَنزَلَ اللهُ عَلَى بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ} ؟ فقال مالك بن الصيف: أغضبني محمد فقلت ذلك، فقالوا له: وأنت إذا غضبت تقول على الله غير الحق؟ ! فنزعوه من الحبرية وجعلوا مكانه كعب ابن الأشرف.

وقوله تعالى: {وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُواْ أَنتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ} ، قال مجاهد: وعلمتم معشر العرب ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم.

وقوله تعالى: {قُلِ اللهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ} ، أي: قل: الله أنزله، ثم دعهم في غيّهم، وجهلهم يلعبون، فسوف يعلمون عاقبة ذلك. وعن ابن عباس: قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورًا وهدى للناس قل الله أنزله.

قال ابن كثير: وهذا الذي قاله ابن عباس هو المتعيّن في تفسير هذه الكلمة، لا ما قاله بعض المتأخرين من أن المعنى: {قُلِ اللهُ} ، أي: لا يكون خطابك لهم إلا هذه الكلمة، كلمة الله؛ وهذا الذي قال هذا القائل يكون أمرًا بكلمة مفردة من غير تركيب، والإتيان بكلمة مفردة لا يفيد في لغة العرب فائدة يحسن السكوت عليها.

وقوله تعالى: {وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} ، قال ابن عباس: أم القرى مكة، ومن حولها الأرض كلها. {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ} أي: القرآن،

{وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ} أي: يداومون عليها، ويقيمونها في أوقاتها.

<<  <  ج: ص:  >  >>