للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} .

وقوله تعالى: {وَآخَرُونَ مُرْجَوْنَ} ، أي: مؤخّرون {لِأَمْرِ اللهِ إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} ، قال مجاهد: هم هلال بن أمية، ومرارة بن الربيع، وكعب بن مالك. وقال الضحاك: هم الثلاثة الذين خلّفوا عن التوبة، يريد غير أبي لبابة وأصحابه، ولم ينزل الله عذرهم فضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وكان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيهم فرقتين: فرقة تقول: هلكوا حين لم ينزل الله فيهم ما أنزل في أبي لبابة وأصحابه، وتقول فرقة أخرى: عسى الله أن يعفو عنهم، وكانوا مرجئين لأمر الله، ثم أنزل الله رحمته ومغفرته، فقال: {وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ} الآية.

قوله عز وجل: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَاداً لِّمَنْ حَارَبَ اللهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ

الْحُسْنَى وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (١٠٧) لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ (١٠٨) أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (١٠٩) لاَ يَزَالُ بُنْيَانُهُمُ الَّذِي بَنَوْاْ رِيبَةً فِي قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَن تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (١١٠) } .

عن ابن عباس: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِداً ضِرَاراً} وهم أناس من الأنصار ابتنوا مسجدًا فقال لهم أبو عامر: ابنو مسجدكم واستعدّوا بما استطعتم من قوة ومن سلاح، فإني ذاهب إلى قيصر مالك الروم فآتي بجند من الروم، فأخرج محمدًا وأصحابه، فلما فرغوا من مسجدهم أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: قد فرغنا من بناء مسجدنا فنحبّ أن تصلّي فيه وتدعو لنا بالبركة، فأنزل الله: {لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَداً لَّمَسْجِدٌ

<<  <  ج: ص:  >  >>