للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{فَسَيَقُولُونَ اللهُ} هو الذي يفعل هذه الأشياء، {فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} أفلا تخافون عقابه في شرككم؟ {فَذَلِكُمُ اللهُ رَبُّكُمُ} الذي يفعل هذه الأشياء هو {رَبُّكُمُ الْحَقُّ} ، ... {فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ} ، أي: فأين تصرفون عن عبادته وأنتم مقرّون به {كَذَلِكَ} ؟ قال الكلبي: هكذا {حَقَّتْ} وجبت، {كَلِمَتُ رَبِّكَ} حكمه السابق {عَلَى الَّذِينَ فَسَقُواْ} كفروا، {أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} . {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم} أوثانكم، {مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ} ينشئ الخلق من غير أصل ولا مثال، {ثُمَّ يُعِيدُهُ} ثم يحييه من بعد الموت كهيئته؟ فإن أجابوك، وإلا فقل أنت: {اللهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ} ، أي: تصرفون عن قصد السبيل؟ {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي} يرشد إلى الحق؟ فإذا قالوا: لا، ولا بدّ لهم من ذلك، {قُلِ اللهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ} ، أي: إلى الحق، {أَفَمَن يَهْدِي إِلَى

الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى} معنى الآية: الله الذي يهدي إلى الحق أحق بالاتباع أم الصنم الذي لا يهدي {إِلاَّ أَن يُهْدَى} ، أي: لا ينتقل من مكان إلى مكان إلا أن يحمل) . انتهى ملخصًا.

قال ابن كثير: وقوله: {فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} ، أي: فما بالكم؟ أين يُذهب بعقولكم؟ كيف سوّيتم بين الله وبين خلقه، وعدلتم هذا بهذا، وعبدتم هذا وهذا؟ وهلاّ أفردتم الربّ جل جلاله، المالك الحاكم الهادي من الضلالة، بالعبادة وحده وأخلصتم له الدعوة والإنابة؟ ثم بيّن تعالى أنهم لا يتبعون في دينهم هذا دليلاً ولا برهانًا، وإنما هو ظن منهم، أي: توّهم وتخيّل، وذلك لا يغني عنهم شيئًا، {إِنَّ اللهَ عَلَيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} . تهديد لهم ووعيد شديد لأنه تعالى أخبر أنه سيجازيهم على ذلك أتم الجزاء. والله أعلم.

* * *

<<  <  ج: ص:  >  >>