للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تستعمل (إذا) في الشرط المشكوك في ثبوته أو نفيه، لأغراض.

(أ) منها - الإشعار بأن الشك في ذلك الشرط لا ينبغي أن يكون مشكوكا فيه بل لا ينبغي ألاّ يكون مجزوماً به - نحو إذا كثر المطر في هذا العام أخصب الناس

(ب) ومنها - تغليب المتصف بالشرط على غير المتصف به - نحو إذا لم تسافر كان كذا - وهلم جرَّا من عكس الأغراض التي سبقت

الثالث - لما كانت (إن) و (إذا) لتعليق الجزاء على حصول الشرط في المستقبل وجب أن يكون شرطُ وجزاء كل منهما جملةً فعلية استقبالية لفظاً ومعنى، كقوله تعالى (وإن يستغيثوا يُغاثوا بماءٍ كالمُهلِ)

ونحو: والنَّفس راغبة إذا رغبَّتها وإذا تُرد إلى قليلٍ تَقَنعُ

ولا يُعدلُ عن استقبالية الجملة لفظاً، ومعنى إلى استقباليتها معنى فقط - إلاَّ لدواع غالباً.

«أ» منها - التفاؤل - نحو - إن عشتُ فعلتُ الخير (١)

«ب» ومنها - تخّيل إظهار غير الحاصل «وهو الاستقبال» في صورة الحاصل «وهو الماضي» - نحو - إن متُّ كان ميراثي للفقراء.

الرَّابع - عُلم مما تقدم من كون «لو» للشَّرط في الماضي: لزومُ كون جملتي شرطها وجزائها فعليتّين ماضويتين وعدم ثبوتهما.

وهذا هو مقتضى الظاهر - وقد يخرج الكلام على خلافه

فتُستعمل «لو» في المضارع لدواعٍ اقتضاها المقامُ - وذلك

«أ» كالاشارة إلى أن المضارع الذي دخلت عليه يقصد استمرارهُ فيما مضى:


(١) وقد تستعمل (إن) في غير الاستقبال لفظا ومعنى - وذلك فيما إذا قصد بها تعليق الجزاء على حصول الشرط الماضي حقيقة كقول أبي العلاء المعري
فيا وطني إن فاتني بك سابق من الدهر فلينعم بساكنك البال
وقد تستعمل (إذا) أيضا في الماضي حقيقة نحو: «حتى إذا ساوى بين الصدفين» وللاستمرار نحو: «وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا» .

<<  <   >  >>