للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلما جال طرفها تركت النا س سكارى وما هم بسكارى

(٢) أي فيكون التقديم: للتبرك والتلذد وموافقة كلام السامع والاهتمام وضرورة الشعر وغير ذلك - واعلم أن اختلاف الترتيب بين المعمولات.

إما لأمر معنوي: نحو «وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى» فلو أخر المجرور لتوهم أنه من صلة الفاعل، والمراد كونه من صلة فعله.

وإما لأمر لفظي: نحو ولقد جاءهم من ربهم الهدى - فلو قدم الفاعل لاختلفت الفواصل لأنها مبنية على الألف - وقد يتقدم بعض المفاعيل على بعض - إما لاصالة في التقدم لفظا: نحو حسبت زيداً كريما، فإن زيداً وإن كان مفعولا في الحال لكنه مبتدأ في الأصل - أو معنى: نحو أعطى زيد عمراً درهماً، وإن كان مفعولاً بالنسبة إلى زيد لكنه لا يخلو من معنى الفاعلية بالنسبة إلى الدرهم، والدرهم مأخوذ.

«وأصابت تلك الربى» جملة خبرية فعلية من الضرب الابتدائي، والمراد بالخبر اصل الفائدة - المسند أصاب، ذكر - لأن الأصل فيه ذلك، وقدم لافادة الحدوث في الزمن الماضي مع الاختصار، والمسند إليه عين شمس، وذكر: لأن الأصل فيه ذلك وأخر: لاقتضاء المقام تقديم المسند وخصص بالاضافة لتعينها طريقا لاحضار معناه في ذهن السامع، والمضاف إليه (شمس) قيد بالصفة «أورنتها من لونها» لأنها في محل جر صفة شمس للتخصيص، وقيد الحكم بالمفعول به «تلك» لبيان ما وقع عليه الفعل، وعرف المفعول به بالاشارة لبيان حاله في البعد، وقيد المفعول بالبدل «الربي» لتقرير حاله في نفس السامع «تركت الناس سكارى» هي الجملة الرئيسية، لأن الشرطية لا تعتبر إلا بجوابها، وهي جملة خبرية اسمية من الضرب الابتدائي، والمراد بالخبر التفخيم، المسند إليه الناس، ذكر وقدم لأن الأصل فيه ذلك، وعرف بآل للعهد الذهني، لان المراد بالناس الدين نظروا اليها، والمسند سكارى، ذكر وآخر لان الاصل فيه ذلك، ونكر للتهويل، والحكم مقيد (بترك) لافادة التحويل، وبالشرط للتعليق وكانت أداة الشرط (كلما) لافادة التكرار «وما هم بسكارى» جملة خبرية اسمية من الضرب الثالث، والمراد بالخبر أصل الفائدة، والمسند إليه هم، والمسند سكارى والحكم مقيد بما لنفي الحال.

لا تيأسن وكن بالصبر معتصما لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

«لا تيأسن» جملة انشائية نهييه، والمراد بالنهي الارشاد، المسند لا تيأس والمسند إليه انت، و «كن بالصبر معتصما» أصلها: أنت معتصم بالصبر، وهي جملة انشائية أمرية، والمراد بالأمر الارشاد ايضاً، المسند إليه الضمير المستتر في كن والمسند معتصما، والحكم مقيد «بالصبر» لبيان ما وقع عليه الفعل، وبالأمر «كن» لافادة التوقيت بالاستقبال.

«لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا» أصلها لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر - وهي جملة خبرية فعلية من الضرب الابتدائي، والمراد بالخبر الحث على الصبر، المسند تبلغ، والمسند إليه أنت، والحكم مقيد بلن للنفي في المستقبل، وبالجار والمجرور لبيان غاية الفعل.

عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب

في البيت جملة إنشائية، غير طلبية، وهي إسمية من الضرب الثالث، لما فيها من

<<  <   >  >>