للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه، وكان يؤم قومه بني سالم، وكان بينه؛ أي بين بيته وبين قومه وادٍ يعني شعيب يجري فيه السيل. فإذا جاء السيل؛ شق عليه عبوره.

وأضف إلى ذلك أن بصره ضعف، فصار يشق عليه مرتين؛ من جهة المشي، ومن جهة البصر والنظر. فجاء فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وطلب منه أن يأتي إلى بيته ليصلي في مكان من البيت، يتخذه عتبان مصلى يصلي فيه، وإن لم يكن مسجداً.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((سأفعل)) ثم خرج هو وأبو بكر رضي الله عنه حين اشتد النهار، وكان أبو بكر رفيقه حضراً وسفراً، لا يفارقه، كثيراً ما يكون معه، وكثيراً ما يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: جئت أنا وأبو بكر وعمر، وذهبت أنا وأبو بكر وعمر، رجعت أنا وأبو بكر وعمر.

فهما صاحباه ووزيراه رضي الله عنهما، صاحباه في الدنيا، وصاحباه في البرزخ، وقريناه يوم القيامة هؤلاء الثلاثة يقومون لله رب العالمين من مكان واحد، من البيت الذي دفن فيه الرسول عليه والصلاة والسلام، والذي أصبح الآن في قرارة المسجد النبوي.

انظر إلى الحكمة: اختار الله عز وجل أن يكون البيت الذي دفن فيه الرسول داخل المسجد؛ ليقوم هؤلاء الثلاثة يوم القيامة من وسط المسجد، مسجد النبي عليه والصلاة والسلام.

وعلى هذا لا تكره شيئاً اختاره الله، قد يختار الله شيئاً فيه مصلحة عظيمة لا تدري عنها أنت، كره الناس أن يكون بيت الرسول الذي دفن فيه في وسط المسجد، وقالوا: هذا شبهة لعباد القبور الذين يبنون المساجد

<<  <  ج: ص:  >  >>