للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه صلى معه ابن عباس رضي الله عنهما صلاة الليل، وصلى معه ابن مسعود، وصلى معه حذيفة، لكن ليس دائماً. فصلاة الجماعة نفلا أحياناً لا بأس بها.

ومن فوائد هذا الحديث: أنه لا بأس أن يتخذ الإنسان مصلى يعتاد الصلاة فيه في بيته، ولا يقال إن هذا مثل اتخاذ مكان معين في المسجد لا يصلي إلا فيه، فإن هذا منهي عنه، يعني ينهى الإنسان أن يتخذ في المسجد مكاناً لا يصلي إلا فيه، مثل أنه لا يصلي النافلة، لا تحية المسجد ولا غيرها إلا فيه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن استيطان كاستيطان البعير، يعني عن اتخاذ موطن كأعطان الإبل، تأوي إليه وتبيت فيه.

ومنها: أنه يجب على الإنسان أن يحبس لسانه عن الكلام في الناس، بنفاق، أو كفر أو فسق، إلا ما دعت الحاجة إليه، فإنه لا بد أن يبينه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما قال رجل عن مالك: إنه منافق، قال: ((لا تقل هكذا؛ أما علمت أنه قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله؟)) .

لكن هذا متى يحصل أن يشهد الرسول عليه الصلاة والسلام لرجل بالإخلاص؛ هو ليس بحاصل بعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام، إنما ليس لنا إلا الظاهر، فمن طهر لنا من حاله الصلاح؛ وجب علينا أن نحكم له بالصلاح، وألا نغتابه ولا نسبه.

ومن فوائد هذا الحديث: محبة الصاحبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والجلوس إليه؛ لأنهم لما علموا أنه عند عتبان بن مالك ثابوا إليه، واجتمعوا عنده، ليتعلموا منه، وينالهم من بركة علمه عليه الصلاة والسلام.

<<  <  ج: ص:  >  >>