للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحدكم فلوه يعني فرسه الصغير حتى تكون مثل الجبل وقال تعالى {مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله} فالصدقات إحسان وعبادة لله إذا تصدق الإنسان بشيء من ماله فإن لله تعالى يضاعف له هذه الصدقة في ثوابها وأجرها وينزل البركة فيما بقي من ماله كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما نقصت صدقة من مال وإنما ذكر الله الصدقات بجانب الربا لأن الربا ظلم ظلم وأخذ للمال بالباطل والصدقات إحسان وخير فقارن هذا بهذا لأجل أن يتبين للإنسان الفرق بين المحسنين وبين الظالمين أكلة الربا ثم قال: {إن الذين أمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون} حثا على الإيمان والعمل الصالح ثم قال عز وجل {يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا إن كنتم مؤمنين} اتقوا فأمر بتقوى الله ثم قال: {وذروا ما بقي من الربا} يعني اتركوه لا تأخذونه فخص بعد أن عم لأن تقوى الله تعم اجتناب كل محرم وفعل كل واجب ولما قال: {وذروا ما بقى من الربا} صار تخصيصا بعد تعميم {فإن لم تفعلوا} يعني وتدعوا ما بقي من الربا {فأذنوا بحرب من الله ورسوله} وفي قراءة {فآذنوا بحرب من الله ورسوله} والمعنى أعلنوا الحرب على الله ورسوله نسأل الله

<<  <  ج: ص:  >  >>