للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى جاء وجلس إلي النبي- عليه الصلاة والسلام- وهذا الرجل هو جبريل- عليه الصلاة والسلام- أحد الملائكة العظام، بل هو أفضل الملائكة فيما نعلم؛ لشرف عمله؛ لأنه يقوم بحمل الوحي من الله إلي الرسل عليهم الصلاة والسلام، فهو ملك عظيم، رآه النبي صلي الله عليه وسلم على صورته التي خلق عليها مرتين: مرة في الأرض، ومرة في السماء.

_ مرة في الأرض وهو في غار حراء، رآه وله ستمائة جناح، قد سد الأفق - كل الأفق _ أمام الرسول - عليه الصلاة والسلام- لا يري السماء من فوق، لأن هذا الملك قد سد الأفق؛ لأنه له ستمائة جناح.

سبحان الله!! لأن الله يقول في الملائكة:) جَاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ) (فاطر: من الآية١) ، لهم أجنحة يطيرون بها طيراناً سريعاً.

والمرة الثانية عند سدرة المنهي. قال الله تبارك وتعالي:) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)

(لنجم: ٤) (عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى) (وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى) (ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى) (فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى) (لنجم: ٤/٩) .

هذا في الأرض، دنا جبريل من فوق فتدلي، أي: قرب إلي محمد صلي الله عليه وسلم فأوحي إلي عبده- الرسول عليه الصلاة والسلام- ما أوحاه من وحي الله الذي حمله إياه.

أما الثانية: فقال:) وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى) (عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى) (لنجم: ١٣/١٤) ،

فهذا جبريل. ولكن الله جعل للملائكة قدرة على أن يتشكلوا بغير أشكالهم الأصلية، فها هو قد جاء في صورها هذا الرجل.

قوله: ((حتى جلس إلي النبي صلي الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلي ركبتيه)) أي أسند

<<  <  ج: ص:  >  >>