للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكتب معها: أكرمكم الله بتقواه, جددت بأحرفي هذه العهد كم, وجردت أكثرها من ثمرات أدبكم. ومن حرم نفس عصام, فلا جرم أن يكون بنفسه ذا اعتصام. وإنما جردت بين يديكم غضباً, لأنني وردت فيما لديكم عذباً, وكما اغترفت بذنوبي, فقد اعترفت بذنوبي. وإلى هذا فقد جعلتك لي ملاذاً, فصد عن زلل, وسد من خلل. فتلك -وما يحن واحد إلا لمنى- هي غاية الأمل والمنى. وكنت, أعزكم الله سمعت من كلامكم منذ سنة, نبذا من معاني القرآن مستحسنه. وقد بسطت اليد إلى شيء منها, إن كان تقييدا, فاغتنم, رحمك الله, بإرسال ما أمكن من ذلك لتعظم السحنة. بقيت مذكورا في أهل البيان, مشكورا مع أهل الإحسان, ما تحلت بمدحك الألسنة, واكتحلت عين بسنة, والسلام.

ومن شعره: (خفيف)

صدني البين عن لقائك غيره ... أن يرى آنسا بقربك غيره

صد عن شخصك الكريم محبا ... وأراه غرابه ونغيره

قلت: يا سائلي, ليعلم وجدي, ... بك يا من به تفاخر وبره

أسفي يا ابن يوسف لم يجده ... (بأخيه) متمم بن نويره

وشعره رحمه الله كثير, وأدبه شهير. وتوفي رحمه الله في شوال سنة ثمان وتسعين وخمسمائة.

ومنهم:

[١٠٦- عبد السلام بن ثعلبة]

كان والي رية عند وصول المجوس إلى ساحلها سنة سبع وأربعين ومائتين, في أيام الأمير محمد, فاجتهد في دفعه, وسد مراسي رية, فلم يجدوا فيها مدخلا.

<<  <   >  >>