للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حلاوة طبع ترشف النفس ريقها ... ولكنها عند العزائم تقطع

يسل سيوف العزم بالرأي إن دجت ... خطوب, ووجه الحق بالشك أدرع

إذا فخر الأقوام يوما فإنه ... ذرى الراسيات الشم منه تخشع

جواد بما يحوي فلو أن كفه ... سحائب لاستصحى الأنام وأجمعوا

إذا غاض حوض الجود يوما فحوضه ... من النيل ملآن الجوانب مترع

وإن جهلت طرق المكارم والعلى ... فواضح علياه إلى المجد مهيع

وإن عدمت غر المعالي فإنه ... لدى كفه الإحسان والبر أجمع

أبي يرى الدنيا كما شاء لم تزل ... لها فوق أفلاك الدراري موضع

وليس يراها من أجل مراده ... إذا كانت الدنيا تغر وتطمع

وما الدر إلا من قلائد لفظه ... وما السحر إلا ما يشي ويرصع

هنيئاً بما أعطاك ربك إنه ... رآك لعلياء المراتب تسرع

سناؤك مصباح ووجهك مشرق ... وغيثك هطال وربعك ممرع

وعزك فوق النجم حل مناطه ... وأنت من الأفلاك أسنى وأرفع

إذا رحل العافون عنك رأيتهم ... وجودك في ابشارهم يتميع

وبي ظمأ والفضل منك سجية ... لعلي في حوض المسرة أكرع

بقيت على العهد القديم وإنما ... وفاء ودادي منك حصن وأدرع

ودم فوق هضب العز ما لاح شارق ... وفيض الندى من بحر جودك ينبع

قال أصبغ رحمه الله: فاهتز ابن حسون لهذا المديح هز الحسام, وأفاض عليه مياه النعم الجسام, والآلاء الوسام, رحم الله جميعهم بمنه.

وتوفي رحمه الله في يوم الاثنين لأربع خلون لربيع الآخر عام خمسة وخمسمائة. ذكر ذلك ابن الصيرفي في تاريخه.

ومنهم:

<<  <   >  >>