للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالآن يرجع لا ما رام أدركه ... منها فحبل رجاء الحاج مبتور

إني لأبكيك عن خبر ومعرفة ... فأنت عندي معلوم ومخبور

إن يؤثر الفضل في الأقوام عن فرق ... شتى, فعنك جميع الفضل مذخور

أو يوصف الناس أفرادا بمكرمة ... فأنت بالكل موصوف ومشهور

قد أقفرت أربع الإكرام منه وقد ... سفت عليها لأرواح البلى مور

وعندما كان غصنا مثمرا كرما ... هبت عليه من البلوى أعصاير

ومد في القبر لكن ... ... لأنه فيه حتى الحشر مقصور

يا روضة باهر الأفضال ناب بها ... عن البهار وعن خيريها الخير

تيهي على الدهر طول الدهر والتزمي ... إعظام أعظم من في الترب مقبور

فقد تأنس سكان القبور به ... كما توحش من في الدور, والدور

بين المعزين كاس الحزن دائرة ... فالناس مخمورة: سكرى ومخمور

عزيت فيك لأن الناس قد علموا ... أني, إذا مت وجدا فيك, معذور

زجوا عن الغمض منك الجفن وائتربوا ... فالكل منهم من الأرزاء موفور

هذا شقيقك لا صبر يؤنسه ... كأنه لسماع الحزن مصدور

وذا خليلك فوق الترب منعفر ... كأنه بسيوف الحتف معقور

فيا بنيه اخلفوا فينا مراتبه ... فالزهر تجلو الدجا والبدر مستور

ولتلزموا كل فعل كان يلزمه ... من المعالي فسيروا مثله سيروا

حيى ضريحا حواه, كل منهمر ... ولا تعداه تقديس وتطهير

وحل روضة خلد لا زوال لها ... تغدوا عليه بها الولدان والحور

إن القلوب إليه الدهر مائلة ... وأعين الناس وجدا نحوه حور

ولنقتصر بهذا الرثاء على ما رثي به الفقيه الوزير أبو بكر, ففيه كفاية, والحمد لله.

<<  <   >  >>