للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كفروا بمنزلة البهائم ودعاؤهم إلى الطريق (٢٧٧) والهدى بمنزلة النعيق وإدراكهم مجرد الدعاء والنداء كإدراك البهائم مجرد صوت الناعق والله أعلم.

فصل: ومنها قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (٢٧٨) شبه سبحانه نفقة المنفق في سبيله سواء كان المراد به الجهاد أو جميع سبل الخير من كل بر بمن بذر بذرا فأنبتت كل حبة سبع سنابل اشتملت كل سنبلة على مائة حبة والله يضاعف (٢٧٩) بحسب حال المنفق وإيمانه وإخلاصه واحسانه ونفع نفقته وقدرها ووقوعها موقعها فان ثواب الانفاق يتفاوت بحسب ما يقوم بالقلب من الايمان والاخلاص (والتثبت) (٢٨٠) عند النفقة وهو اخراج المال بقلب ثابت قد انشرح صدره باخراجه وسمحت به نفسه وخرج من قلبه قبل خروجه من يده فهو ثابت القلب عند اخراجه غير جزع ولا هلع ولا متبعه نفسه ترجف يده وفؤاده، ويتفاوت بحسب نفع الإنفاق ومصارفه بمواقعه وبحسب طيب المنفق وذكائه (٢٨١) وتحت هذا المثل من الفقه: أنه سبحانه شبه الانفاق بالبذر فالمنفق ماله الطيب لله لا لغيره باذر ماله في أرض زكية فمغلة بحسب بذرة وطيب أرضه وتعاهد البذر بالسقي ونفي الدغل (٢٨٢) والنبات الغريب عنه فإذا اجتمعت هذه الأمور ولم تحرق الزرع نار ولا لحقته جائحة (٢٨٣) جاء أمثال الجبال وكان مثله كمثل حبة بربوة وهي المكان فيه نصب (٢٨٤)


(٢٧٧) كلمة (الطريق) غير موجودة في م.
(٢٧٨) سورة البقرة: ٢٦١ وانظر تفسير الكشاف ١ / ٣٩٣.
(٢٧٩) في م (يضاعف لمن يشاء فوق ذلك بحسب) وفى ع (لمن يشاء بحسب) .
(٢٨٠) زيادة من م، ع.
(٢٨١) في م (زكاته) وفى ع (وزكائه) .
(٢٨٢) الدغل: محركة: دخل في الامر مفسد والشجر الكثير الملتف النبت وكثرته ٢ / ١٩٠ من ترتيب القاموس المحيط.
(٢٨٣) منه الجائحه للشده المحتاجة للحال ترتيب القاموس ١ / ٥٥٢.
(٢٨٤) (يكون في نصب الشمس) وفى م (تكون الجنة نصب) .
(*)

<<  <   >  >>