للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شبابهم بسبب هذا الخلط والاضطراب الفكري إلى الإلحاد الماركسي (١) .

وبعد أن استوثق هؤلاء الفجار من قبول الطغام الذين هم على شاكلتهم بكل ما جاءوهم به من الكفر والإلحاد دون اعتراض طمع هؤلاء في دعوى الألوهية بعد أن استهانوا بأمرها لكثرة المتألهين في مبادئهم، بحجة أن الله -تعالى عن جهلهم- يحل في من يشاء من عباده.

وقد ادعى رجل منهم الألوهية في هذا الزمن (٢) حين كانت فرنسا مستعمرة للشام وتخطط لإحياء الجهل وطمس الدين بأي وسيلة كانت؛ لتبقى أطول مدة تحكم فيها بلاد المسلمين فوقع اختيارهم على دمية نصيري من سوريا يسمى سلمان المرشد، فأوصل نفسه إلى رتبة الألوهية- لأن الله تقمص به- وآمن به واتبعه كثير من النصيريين.

وقد مثل المهزلة تمثيلاً جيداً فكان كما يذكر في تاريخه يلبس ثياباً فيها أزرار كهربائية، ويحمل في جيبه بطارية صغيرة متصلة بالأزرار، فإذا أوصل التيار شعت الأنوار من الأزرار فيخر له أنصاره ساجدين حين يرون طلعته الشقية.

ومن الطريف أن المستشار الفرنسي الذي كان وراء هذه الألوهية المزيفة كان يسجد مع الساجدين ويخاطب سلمان المرشد بقوله: يا إلهي، وبعد أن ادعى الألوهية كان عليه أن يرسل الرسل، وهذا ما حصل بالفعل فقد اتخذ


(١) انظر لما سبق ذكره عن علي رضي الله عنه وموقف النصيرية منه: كتاب طائفة النصيرية ص ٤٦ - ٥٠، نقلنا عنه بتصرف، وانظر: فرق الشيعة للنوبختي ص ١١٦، والعلويون ص ١٥، ٤٤، ٥٢، ولقد توسع الدكتور محمد أحمد الخطيب في هذه المسألة وبين تفضيلاتها في الفصل الثاني من كتابه الحركات الباطنية في العالم الإسلامي ص ٣٤١ - ٣٥٤.
(٢) وتسمى جماعته المرشدية، وقد ظهرت قبل أربعين سنة حين تزعمها سلمان المرشد، انظر الإسلام في مواجهة الباطنية ص ١٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>