للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سيالكوث إحدى المدن في باكستان، بمرتب يساوي خمس عشرة روبية في ذلك الوقت، وبقي على ذلك أربع سنوات من عام ١٨٦٤ إلى عام ١٨٦٨م، وقد استغل في هذه الفترة وقته فأقبل على تعلم الإنجليزية، كما التحق بدراسة الحقوق وأخفق في الامتحان، ثم استقال من وظيفته هذه عام ١٨٦٨م وشارك والده في المحاكمات والقضايا التي كان مشغولاً بها (١) .

وهكذا بدأ حياته في تقشف وحاجة شديدة عبر عنها في كتابه: ضميمة الوحي بعدة أساليب نأخذ منها على سبيل المثال في الاستفتاء الأول الذي بدأ بقوله: ((يا علماء الإسلام وفقهاء ملة خير الأنام؛ أفتوني في رجل ادعى أنه من الله الكريم- يقصد نفسه- إلى أن قال: ((وكان في أول زمنه مستوراً في زاوية الخمول، لا يعرف ولا يذكر، ولا يرجى منه ولا يحذر، وينكر عليه ولا يوقر، ولا يعد في أشياء يحدث بها بين العوام والكبراء، بل يظن أنه ليس بشيء ويعرض عن ذكره في مجالس العقلاء)) (٢) .

وقال أيضاً: ((وما كنت من المعروفين فأوحى إلي ربِّي، وقال: اخترتك)) (٣) .

إلى أن يقول: ((وكنت أعيش كرجل اتخذه الناس مهجوراً)) .

ونصوص أخرى كثيرة ذكرها حول إثبات هذه الحقيقة.

إلا أنه حينما تبوأ الزعامة الدينية أقبلت عليه الدنيا والهدايا الكثيرة التي تمدح بها في كتابه ضميمة الوحي في سبعة مواضع، بتعبيرات مختلفة زاعماً


(١) القادياني والقاديانية ص٢٢، ٢٣ نقلاً عن كتاب سيرة المهدي، وكتاب البرية وكلاهما للغلام.
(٢) ضميمة الوحي ص٣.
(٣) المصدر السابق ص٢٨، وانظر ص٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>