للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبحان من أظهر ناسوته ... سر سنا لاهوته الثاقب

ثم بدأ في خلقه ظاهراً ... في صورة الآكل والشارب

حتى لقد عاينه خلقه ... كلحظة الحاجب بالحاجب

وصوفية وحدة الوجود هم القائلون بأن الموجودات كلها تمثل الباري عز وجل، وفى أولهم ابن عربي وهو من المؤسسين لمذهب وحدة الوجود، يقول في تقرير ذلك في كتابه الفتوحات المكية:

العبد رب والرب عبد ... يا ليت شعري من المكلف

إن قلت عبد فذاك رب ... أو قلت رب فأنّى يكلف

وقد قسم شيخ الإسلام الصوفية إلى ثلاثة أقسام هم:

١- صوفية الحقائق ... ٢- صوفية الأرزاق ... ٣-صوفية الرسم

وقال عن القسم الأول: "فأما صوفية الحقائق فهم الذين وصفناهم".

ولعله يقصد بذلك ما قدم من ذكر خلاف الناس في الحكم على الصوفية والتصوف حيث قال: "ولأجل ما وقع في كثير منهم من الاجتهاد والتنازع فيه، تنازع الناس في طريقهم، فطائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا: إنهم مبتدعون خارجون عن السنة ... "، قال: وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء ". ثم قال في بيان حكمه عليهم بعد ذكر هذا الخلاف: "وكلا طرفي قصد الأمور ذميم، والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله تعالى كما اجتهد غيرهم

<<  <  ج: ص:  >  >>