للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأن كل عبادة تقام فإنها توجه له أو لله لا فارق بينهما إلا في ذكر الاثنينية التي هي أيضاً لا وجود لها عند استجلاء الحقيقة حيث تتلاشى الاثنينية ويصبح الوجود واحداً ممثلاً في كل شيء.

وإذا أردت تفصيل كل تلك الحقائق عنه فاقرأ تائيته أو الأبيات الآتية، وانظر شرحها عند الشيخ عبد الرحمن الوكيل (١) .

ويقول ابن الفارض عن الذات الإلهية وتجليها له:

جلت في تجليها الوجود لناظري ... ففي كل مرئى أراها برؤية

ففي الصحو بعد المحو لم أك غيرها ... وذاتي بذاتي إذا تحلت تجلت

فوصفي إذا لم تدع باثنين وصفها ... وهيئتها إذ واحد نحن هيئتي

فإن دعيت (٢) كنت المجيب وإن أكن ... منادى أجابت من دعاني ولبت

فقد رفعت تاء المخاطب بيننا ... وفي رفعها عن فرقة الفرق رفعتي

وكل الجهات الست نحوي توجهت ... بما تم من نسك وحج وعمرة

لها صلواتي في المقام أقيمها ... وأشهد فيها أنها لها صلت

كلانا مصل واحد ساجد إلى ... حقيقته بالجمع في كل سجدة

وما كان لي صلى سواي ولم تكن ... صلاتي لغيري في أداء كل سجدة (٣)

ويقول عن معنى سجود الملائكة لآدم، وأ ون الملائكة إنما هم صفة من صفاته لا خلق مستقل:

وفيَّ شهدت الساجدين لمظهري ... فحققت أني كنت آدم سجدتي

شرحه الصوفي القاشاني بقوله:


(١) هذه هي الصوفية ٢٤٨.
(٢) أي الذات الإلهية.
(٣) تائية ابن الفارض.

<<  <  ج: ص:  >  >>