للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الأسئلة]

س١/يقول نريد أن نرجع إلى مرجع في مسألة إعجاز القرآن؟

المسألة طويلة الذيول وما ذكرت متفرق بين مراجع كثيرة.

س٢/ ما هي عقيدة أبي العتاهية؟

ج/ رحم الله أبا العتاهية، فهو من الصالحين، ولا تسل عن شيء ليس فيه مصلحة، أبو العتاهية شاعر من الشعراء الزهاد وشعره وديوانه مطبوع.

س٣/ هل يوجد في القرآن ألفاظ أعجمية، وما معنى {حم} ، {المر} ؟

ج/ الجواب: الكلمات الأعجمية في القرآن، أعجمية الأصل لكنها عربية الاستعمال، ومعلوم أنّ العرب لما استعملوا هذه الكلمات صارت عربية كالسندس والإستبرق وأشباه ذلك؛ لأنها لم تأت على أوزان العرب.

فأهل العلم في هذه المسألة لهم قولان:

- منهم من ينفي وجود الكلمات الأعجمية أصلاً.

- ومنهم من يقول هي موجودة لكنها بالاستعمال صارت عربية، وهذا هو الصحيح.

أما الأحرف المقطعة في أوائل السور {الم} ، {الر} ، {حم} فهي دالة على إعجاز القرآن، فالحجة فيها عظيمة {الر} ، {الم} فصيحة ألفاظُها؛ يعني هذه الأحرف من حيث الاستعمال، ودالة على أعظم أنواع الإعجاز، أو على دليل عظيم من أدلة الإعجاز، كيف؟

{المر} ، {حم} ، {كهيعص} هذه الأحرف هي الأحرف التي بها يتكلم العرب وينشئون بها الكلام الذي يفاخرون به، فأشعار العرب من هذه الأحرف، وكلمات العرب وخطب العرب من هذه الأحرف، وما تفاخروا فيه من البيان والبلاغة والخطاب والفصاحة إنما هو مكوَّن من هذه الأحرف.

فالله - عز وجل - في أول بعض السور افتتحها بالأحرف المُقَطَّعَة لينبه أنّ هذا القرآن كلماته وآياته من هذه الأحرف التي بها تنشئون كلامكم البليغ الذي تتحدون به، فَهَيَّا استعملوا هذه الأحرف في إنشاء كلام مثل هذا القرآن.

ولهذا تجد أنَّ الأحرف المقطعة في افتتاح السور أغلبها والغالبية العظمى منها يكون بعد ذكر الأحرف المقطعة ذكر الكتاب والقرآن، لا تجد سورة فيها ذكر الأحرف المقطعة إلا وفيها ذكر القرآن، والأغلب أن تكون بعد الأحرف المقطعة مباشرة.

خُذ مثلا {الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة:١-٢] ، {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ} [ق:١] ، {حم (١) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} [الدخان:١-٢] ، {يس (١) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ} [١-٢] ، {حم (١) تَنزِيلٌ مِنْ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} [فصلت:١-٢] ، {الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ} [هود:١] ، {المر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ} [الرعد:١] ، إذاً فكلما ذُكِرَتْ الأحرف ذُكِرَ بعدها الكتاب، وتارة تكون بعد ذلك كسورة مريم {كهيعص} يأتي ذكر القرآن بعدها.

فإذاً إيراد هذه الأحرف المقطعة في أوائل السور لتحدي العرب في تكوين كلام من هذه الأحرف التي يكونون منها كلامهم وينشئون بها خطبهم وأشعارهم وأن يعارضوا القرآن بمثل هذا الكلام.

س٤/ ما رأيكم بمن يقول إنَّ الله ليس له لغة بدليل أنه يخاطب جميع البشر كلٌ حسب لغته؟

ج/ نقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، اللغة اصطلاحية، اللغة من آيات الله {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ} [الروم:٢٢] ، البشر احتاجوا للغات ليتفاهموا بينهم، الله - عز وجل - هو الذي خلق البشر وخلق لغات البشر وجعل اختلاف الألسن دليلاً على عظم الباري - عز وجل -.

الله سبحانه أعظم من أن يقال فيه إنه يتكلم بكل اللغات، أو أنه ليس له لغة أو نحو ذلك.

الله - عز وجل - أعظم وأجل من ذلك أو نحو ذلك، {وَمَا قَدَرُواْ اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ} [الزمر:٦٧]ـ.

س٥/ ما رأيك بقول الشخص للآخر لك خالص شكري؟

ج/ الجواب: نبهنا عليه مرارا أنّ الشكر عبادة؛ الشكر عبادة لله - عز وجل -، أمر الله بها {أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان:١٤] ، {وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ} [البقرة:١٥٢] ، ولما أمر الله - عز وجل - به فهو عبادة عظيمة من العبادات التي يتقرب إلى الله - عز وجل - بها، والعبادات من الدين، والدين الخالص لله - عز وجل -، {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ} [الزمر:٣] ، فلا يجوز أن يقال لأحد: لك خالص شكري لأنَّ خالص الشكر لله سبحانه وتعالى، أو: لك خالص تحياتي. مع خالص تحياتي أو: خالص تقديري. هذه كلها لله - عز وجل -، خالص التحيات وخالص التقدير والقدر والتعظيم، وخالص الرجاء، ومثل ما يقول وفيك خالص رجائي، الرجاء والشكر، ومثل هذه الأشياء هي عبادة وخالصها لله - عز وجل -.

فلا يجوز أن يقول القائل مثل ما هو شائع في كثير من الرسائل والمكاتبات وتقبل خالص شكري وتقدري؛ لأن هذا إنما هو لله - عز وجل -.

فالشكر الخالص لله، يقال للبشر ولك عظيم شكري، أو يقال له مع عظيم شكري لك، مع جزيل شكري، ونحو ذلك، نعم يُشْكَرْ البشر على ما يقومون به من أنواع الخير، وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم (لا يشكر الله من لا يشكر الناس) (١) ، فالذي لا يشكر الناس لا يشكر الله - عز وجل -.

أسأل الله ـ أن يتقبل مني ومنكم، وأن يزيدنا من العلم النافع، وصلى الله وسلم على نبينا محمد. (٢)


(١) أبو داود (٤٨١١) / الترمذي (١٩٥٤)
(٢) انتهى الشريط التاسع.

<<  <   >  >>