للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

س١٢/ في قول النبي صلى الله عليه وسلم «إنّ الله جميل يحب الجمال» (١) ، «إنّ الله وتر يحب الوتر» (٢) ، ونحوها من الأحاديث، هل هذه النصوص من باب الإخبار عن الله - عز وجل - بصفاته الذاتية والفعلية؟ أم المراد منها إثبات هذه الأسماء في الأسماء الحسنى؟

ج/ ذكرنا لك أنَّ الشروط التي بها يكون الاسم من أسماء الله الحسنى ثلاثة: (٣)

الشرط الأول: أن يكون واردا في الكتاب أو السنة أو فيهما معاً؛ يعني قد جاء به النص؛ لأن باب الأسماء والصفات توقيفي ليس اجتهادياً.

الشرط الثاني: أن يكون الاسم متضمناً لكمال لا نقص فيه بوجه من الوجوه.

الثالث: أن يكون الاسم يُدْعَى الله - عز وجل - به، كما قال سبحانه {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف:١٨٠] .

ذكرنا لكم أنَّ هذه الشروط الثلاثة في شرح العقيدة الأصفهانية.

س١٣/ ما المقصود بالمقلّد في العقيدة، وما هو حكمه؟

المقلد في العقيدة الذي أخذ ما يَصِحُّ به الدين أو ما لا يصح الدين إلا به تقليداً لا عن دليل، وهذا لا يُقْبَلُ منه؛ بل لابد لكل أحد أن يعلم دينه بدليله، ليعلم معنى الشهادتين بدليله، يعلم فَرَضِيَّةْ الصلاة بدليلها، يعلم فَرَضِيَّةْ الزكاة بدليلها، يعلم فَرَضِيَّةْ الصوم بدليلها، يعلم فَرَضِيَّةْ الحج بدليله، هذه الأركان الخمسة.

وهذه يكفي في تعلمها بدليلها مرّة في العمر في أن يتعلمها فيدخل في الإيمان عن عِلْمٍ بهذا الدّليل، فلو نسيه بعد ذلك أو غاب عنه أو غفل لم يؤثّر في استدامة وصحة إيمانه وإسلامه.

هذا هو معنى التقليد وحكمه عند أهل السنة.

أما تقليد المتكلّمين فهذا له بحث آخر، فتقليدهم يعنون به التقليد في النظر أو في إثبات دليل الوجود عن طريق التأمل في آلاء الله - عز وجل - أو القصد إلى التأمل.

لعلنا نكتفي بذلك.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد. (٤)


(١) مسلم (٢٧٥)
(٢) مسلم (٦٩٨٥) / أبو داود (١٤١٦) / الترمذي (٤٥٣) / ابن ماجه (١١٦٩)
(٣) راجع الشريط الثاني (المسألة الثانية/٢١)
(٤) انتهى الشريط الساّبع عشر.

<<  <   >  >>