للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فدعا له بماء فأتوه بماء في قدح خشب فأمسكه بيده، فقال عمر: اشرب لا بأس عليك، إني غير قاتلك حتى تشربه. فرمى الإناء من يده وقال: يا معشر العرب كنتم وأنتم على غير دين نتعبدكم ونقضيكم ونقتلكم وكنتم أسوأ الأمم عندنا حالا وأخسها منزلة، فلما كان الله معكم لم يكن لأحد بالله طاقة. فأمر عمر بقتله فقال: أو لم تؤمني؟ قال: وكيف؟ قال: قلت لي تكلم لا بأس عليك، وقلت اشرب لا بأس عليك لا أقتلك حتى تشربه. فقال الزبير بن العوام وأنس بن مالك وأبو سعيد الخدري: صدق. فقال عمر: قاتله الله! أخذ أمانا ولا أشعر. وأمر فنزع ما كان على الهرمزان من حلية وديباجه وقال لسراقة بن مالك بن جعثم، وكان نحيفا أسود دقيق الذراعين كأنهما محترقان: البس سواري الهرمزان. فلبسهما ولبس كسوته فقال عمر: الحمد لله الذي سلب كسرى وقومه حليهم وكسوتهم وألبسها سراقة بن مالك بن جعثم. ودعا عمر الهرمزان وأصحابه إلى الإسلام فأبوا، فقال علي: يا أمير المؤمنين فرق بينهم وبين إخوانهم. فحمل عمر الهرمزان وجفينة وغيرهما في البحر وقال: اللهم اكسر بهم. وأراد أن يسيرهم إلى الشام فكسر بهم ولم يغرقوا، فرجعوا فأسلموا، وفرض لهم عمر في ألفين ألفين وسمي الهرمزان عرفطة.

قال المسور بن مخرمة: رأيت الهرمزان بالروحاء مهلا بالحج مع عمر عليه حلة حبرة.

أخبرنا الوليد بن عطاء بن الأغر المكي قال: حدثنا إبراهيم بن سعد عن أبيه بن عبد الرحمن قال: رأيت الهرمزان مهلا بالحج بالروحاء مع عمر بن الخطاب وعليه حلة حبرة. أخبرنا عفان بن مسلم قال: حدثنا سليمان بن المغيرة عن علي بن زيد قال: قال أنس بن مالك: ما رأيت رجلا بطنا ولا أبعد أخمص ولا أبعد ما بين المنكبين من الهرمزان.

<<  <  ج: ص:  >  >>