للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فعولا للخيرات، ولو لا حزن من بعدك عليك لسرني أن أتركك حتى يحشرك الله من أرواح شتى، أما والله علي ذلك لأمثلن بسبعين منهم مكانك! فنزل جبريل، عليه السلام، والنبي، صلى الله عليه وسلم، واقف بخواتيم النحل: وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به، إلى آخر الآية، فكفر النبي، صلى الله عليه وسلم، عن يمينه وأمسك عن الذي أراد، وصبر.

قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، قال أخبرنا أبو بكر بن عياش عن يزيد، عن مقسم، عن بن عباس، قال: لما قتل حمزة يوم أحد أقبلت صفية تطلبه لا تدري ما صنع، قال فلقيت عليا والزبير، فقال علي للزبير: أذكر لأمك، قال الزبير: لا بل اذكر أنت لعمتك، قالت:: ما فعل حمزة؟ قال فأرياها أنهما لا يدريان، قال فجاء النبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: إني أخاف على عقلها، قال: فوضع يده على صدرها ودعا لها فاسترجعت وبكت، ثم جاء فقام عليه وقد مثل به، فقال: لو لا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع، قال ثم أمر بالقتلى فجعل يصلي عليهم، قال فيضع تسعة وحمزة فيكبر عليهم سبعا ثم يرفعون ويترك حمزة، ثم يجاء بتسعة فيكبر عليهم حتى فرغ منهم.

قال: أخبرنا روح بن عبادة وعثمان بن عمر وزيد بن الحباب عن أسامة بن زيد، عن الزهري، عن أنس بن مالك، أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، مر بعمه حمزة يوم أحد وقد جدع ومثل به، فقال: لو لا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى تأكله العافية، حتى يحشر من بطون الطير والسباع، قال فكفن في نمرة إذا خمر برأسه بدت رجلاه، وإذا مدت على رجليه بدا رأسه، قال وقلت الثياب وكثرت القتلى، فكفن الرجل والرجلان والثلاثة في ثوب واحد، وكان يجمع الثلاثة والاثنين في

<<  <  ج: ص:  >  >>