للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غزوة تبوك وخلف عليا في أهله، فقال بعض الناس: ما منعه أن يخرج به إلا أنه كره صحبته، فبلغ ذلك عليا فذكره للنبي، صلى الله عليه وسلم، فقال: أيا بن أبي طالب أما ترضى أن تنزل مني بمنزلة هارون من موسى؟

قال: أخبرنا الفضل بن دكين قال: أخبرنا فطر بن خليفة عن عبد الله بن شريك قال: سمعت عبد الله بن رقيم الكناني قال: قدمنا المدينة فلقينا سعد بن مالك فقال: خرج رسول الله، صلى الله عليه وسلم، إلى تبوك وخلف عليا، فقال له: يا رسول الله خرجت وخلفتني؟ فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي؟

قال: أخبرنا عفان بن مسلم عن حماد بن سلمة قال: أخبرنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب قال: قلت لسعد بن مالك إني أريد أن أسألك عن حديث وأنا أهابك أن أسألك عنه، قال: لا تفعل يا بن أخي إذا علمت أن عندي علما فسلني عنه ولا تهبني، فقلت قول رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لعلي حين خلفه بالمدينة في غزوة تبوك، قال قال: أتخلفني في الخالفة في النساء والصبيان؟ فقال: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ فأدبر علي مسرعا كأني أنظر إلى غبار قدميه يسطع، وقد قال حماد: فرجع علي مسرعا.

قال: وأخبرنا روح بن عبادة قال: أخبرنا عون عن ميمون عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم قالا:: لما كان عند غزوة جيش العسرة وهي تبوك قال: رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لعلي بن أبي طالب إنه لا بد من أن أقيم أو تقيم، فخلفه، فلما فصل رسول الله، صلى الله عليه وسلم، غازيا قال ناس: ما خلف عليا إلا لشيء كرهه منه. فبلغ ذلك عليا فاتبع رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حتى انتهى إليه، فقال له: ما جاء بك يا علي؟ قال: لا يا رسول الله إلا أني سمعت ناسا يزعمون أنك إنما

<<  <  ج: ص:  >  >>