للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَقَالَ: وَيْلٌ لِهَذَا مِنْ لِسَانِهِ، فَكَانَ كَمَا قَالَ أَبُو أَحْمَدَ، وَطَرَفَةُ هُوَ الْقَائِلُ:

وَأَعْلَمُ عِلْمًا لَيْسَ بِالظَّنِّ أَنَّهُ ... إِذَا ذَلَّ مَوْلَى الْمَرْءِ فَهُوَ ذَلِيلُ

وَأَنَّ لِسَانَ الْمَرْءِ مَا لَمْ يَكُنْ لَهُ ... حَصَاةٌ عَلَى عَوْرَاتِهِ لَدَلِيلُ

".

٤٤٩ - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو مُحَمَّدٍ يُوسُفُ بْنُ رَبَاحٍ بْنِ عَلِيٍّ الْحَنَفِيُّ الْبَصْرِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ فِي جَامِعِ الْأَهْوَازِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ بُنْدَارٍ الْأَذَنِيُّ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ بِمِصْرَ فِي مَنْزِلِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مَحْمُودُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْأَدِيبُ، بِأَنْطَاكْيَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْمَيْمُونِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدٌ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: عَبْدُ اللَّهِ: كَانَ الْعَلَاءُ بْنُ زِيَادٍ، يَقُولُ: «لِيُنْزِلْ أَحَدُكُمْ نَفْسَهُ أَنْ قَدْ حَضَرَهُ الْمَوْتُ، فَاسْتَقَالَ رَبَّهُ فَأَقَالَهُ، فَلْيَعْمَلْ بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» .

٤٥٠ - أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الثَّوْرِيِّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ الْمَرْزُبَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ يَعْنِي ابْنَ دُرَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِمٍ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ، قَالَ: خَطَبَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ يَوْمًا بِمَكَّةَ، فَلَمَّا صَارَ إِلَى مَوْضِعِ الْعِظَمِ مِنْ خُطْبَتِهِ، قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الصُّوحَانِ، قَالَ " مَهْلًا مَهْلًا، إِنَّكُمْ تَأْمُرُونَ بِمَا لَا تَأْتَمِرُونَ، وَتَنْهَوْنَ وَلَا تَنْتَهُونَ، وَتَعِظُونَ وَلَا تَتَّعِظُونَ، أَفَنَقْتَدِي بِسِيرَتِكُمْ فِي أَنْفُسِكُمْ أَمْ نُطِيعُ أَمْرَكُمْ بِأَلْسِنَتِكُمْ؟ فَإِنْ قُلْتُمُ: اقْتَدُوا بِسِيَرِنَا، فَأَنَّى وَكَيْفَ؟ وَمَا الْحُجَّةُ وَمَا النَّصِيرُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فِي الِاقْتِدَاءِ بِسِيرَةِ الظَّلَمَةِ الْجَوَرَةِ الْفَسَقَةِ الْخَوَنَةِ، الَّذِينَ أَكَلُوا مَالَ اللَّهِ دُوَلًا وَجَعَلُوا عِبَادَ اللَّهِ خَوَلًا؟ ! فَإِنْ قُلْتُمْ أَطِيعُوا أَمْرَنَا وَاقْبَلُوا نَصِيحَتَنَا، فَكَيْفَ يَنْصَحُ غَيْرَهُ مَنْ يَغُشُّ نَفْسَهُ أَمْ كَيْفَ تَجِبُ الطَّاعَةُ لِمَنْ لَمْ تَثْبُتْ عِنْدَ اللَّهِ عَدَالَتُهُ، وَإِنْ قُلْتَ خُذُوا الْحِكْمَةَ مِنْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهَا وَاقْبَلُوا الْعِظَةَ مِمَّنْ سَمِعْتُمُوهَا، فَعَلَامَ قَلَّدْنَاكُمْ أَزِمَّةَ أُمُورِنَا، وَحَكَّمْنَاكُمْ فِي دِمَائِنَا وَأَمْوَالِنَا، وَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ فِينَا مَنْ هُوَ أَفْصَحُ بِصُنُوفِ الْعِظَاتِ وَأَعْرَفُ بِوُجُوهِ اللُّغَاتِ، فَتَخَلَّوْا عَنْهَا لَهُمْ وَإِلَّا فَأَطْلِقُوا عِقَالَهَا وَخَلُّوا سَبِيلَهَا، يَبْتَدِرُ إِلَيْهَا الَّذِينَ شَرَّدْتُمُوهُمْ فِي الْبِلَادِ، وَفَرَّقْتُمُوهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ، بَلْ ثَبَتَتْ فِي أَيْدِيكُمْ لِاسْتِقْصَاءِ الْمُدَّةِ وَبُلُوغِ الْغَايَةِ وَعِظَمِ الْمِحْنَةِ، إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ يَوْمًا لَا يَعْدُوهُ، وَكِتَابًا بَعْدَهُ يَتْلُوهُ، لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا، {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ} [الشعراء: ٢٢٧] ".

٤٥١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ الْأَزَجِيُّ، بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ جَهْضَمٍ الْهَمَذَانِيُّ مِنْ لَفْظِهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمَأْمُونِ، قَالَ: سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَطَاءٍ، يَقُولُ: «إِنَّ لِلْأَبْرَارِ مَرَاكِبَ، وَلِكُلِّ مَرْكَبٍ غَايَةٌ إِلَيْهَا يَصِيرُونَ، فَمَنْ رَكِبَ مَرْكَبَ الْخَوْفِ نَجَا، وَمَنْ رَكِبَ مَرْكَبَ الرَّجَاءِ وَجَدَ، وَمَنْ رَكِبَ مَرْكَبَ التَّوَكُّلِ كُفِيَ، وَمَنْ رَكِبَ التَّفْوِيضَ وَصَلَ، وَمَنْ رَكِبَ مَرْكَبَ

<<  <  ج: ص:  >  >>