للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثل قصيدة عبيد بن الأبرص، وفيها أبيات قد خرجت عن العروض البتة، وقبّح ذلك جودة الشعر حتى أصاره إلى حد الردىء [٣٧] منه، فمن ذلك قوله «١٠» :

والحىّ «١١» ما عاش فى تكذيب ... طول الحياة له تعذيب

فهذا معنى جيّد، ولفظ حسن، إلا أنّ وزنه قد شانه، وقبّح حسنه، وأفسد جيده.

فما جرى من التزحيف هذا المجرى فى القصيدة أو الأبيات كلّها أو أكثرها كان قبيحا من أجل إفراطه فى التخليع واحدة، ثم من أجل دوامه «١٢» وكثرته ثانية. وإنما يستحبّ من التزحيف ما كان غير مفرط، أو كان فى بيت أو بيتين من القصيدة، من غير توال ولا اتّساق «١٣» يخرجه عن الوزن؛ مثل ما قال متمم بن نويرة فى قصيدته «١٤» :

وفقد بنى أمّ تداعوا «١٥» فلم أكن ... خلافهم لأستكين «١٦» وأضرعا «١٧»

فأما الإفراط والدوام فقبيح.

وقال إسحاق، يحكى عن يونس: أهون عيوب الشعر الزّحاف، وهو أن ينقص الجزء عن سائر الأجزاء؛ فمنه ما نقصانه أخفى، ومنه ما هو أشنع؛ وهو [فى ذلك «١٨» ] جائز فى العروض؛ قال خالد بن أبى ذؤيب «١٩» الهذلى «٢٠» :

<<  <   >  >>