للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثم أرتج علىّ النصف الأخير، فأقمت على النصف الأخير حولين كريتين «١٠» ، ثم سمعت عربيا فى المسجد الحرام يذكر لبنان؛ فقلت: أى شىء لبنان؟ قال: جبل بالشام؛ ففتح علىّ فقلت:

وإن شكرك عندى لا انقضاء له ... مادام بالجزع من لبنان جلمود [٩٤]

١٢- نصيب الأسود [١]

كتب إلى أحمد بن عبد العزيز، قال: أخبرنا عمر بن شبة، قال «١١» : يروى أنّ الأقيشر دخل على عبد الملك بن مروان فذكر بيت نصيب:

أهيم بدعد ما حييت وإن أمت فواحزنا «١٢» ... من ذا يهيم بها بعدى «١٣»

فقال: والله لقد أساء قائل هذا البيت. فقال له عبد الملك: فما كنت أنت قائلا لو كنت مكانه؟ قال: كنت أقول:

تحبكم نفسى حياتى فإن أمت ... أوكّل بدعد من يهيم بها بعدى

فقال عبد الملك: فأنت والله أسوأ قولا وأقل بصرا حين توكّل بها بعدك! قيل: فما كنت أنت قائلا يا أمير المؤمنين؟ قال: كنت أقول:

تحبّكم نفسى حياتى فإن أمت ... فلا صلحت دعد لذى خلّة بعدى


[١] هو نصيب بن رباح مولى عبد العزيز بن مروان، وكان عبدا أسود لرجل من أهل القرى، فكاتب على نفسه، ثم أتى عبد العزيز بن مروان فقال فيه مدحة فوصله واشترى ولاءه ومر جرير به وهو ينشد فقال له: اذهب فأنت أشعر أهل جلدتك.
وترجمته فى الأغانى ١- ٣٢٤، والشعر والشعراء ٣٧٣، واللآلئ ٢٩١.

<<  <   >  >>