للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال من حضر: والله لأنت أجود الثلاثة قولا، وأحسنهم بالشعر علما يا أمير المؤمنين.

وأخبرنى محمد بن أبى الأزهر، قال حدثنا محمد بن يزيد النحوى، قال: لم تجد الرواة ومن يفهم جواهر الكلام لبيت نصيب هذا مذهبا حسنا.

قال: وقد ذكر عبد الملك ذلك لجلسائه فكلّ عابه، فقال عبد الملك: فلو كان إليكم كيف كنتم قائلين؟ فقال رجل منهم: كنت أقول البيت الأوسط الذى آخره:

فواحزنا من ذايهيم بها بعدى

فقال عبد الملك: ما قلت والله أسوأ مما قال. فقيل له: فكيف كنت قائلا يا أمير المؤمنين؟ وذكر باقيه إلى آخره.

حدثنى علىّ بن عبد الرحمن الكاتب، قال: أخبرنى يحيى بن على بن يحيى المنجم، عن أبيه، قال: أنشد النّصيب بن أبى عتيق قوله «١٤» :

وكدت ولم أخلق من الطير إن بدا ... سنا «١٥» بارق نحو الحجاز أطير

فقال له ابن أبى عتيق: يابن أم، قل: «غاق» ، فإنك تطير «١٦» .

١٣- عدى بن الرقاع [١]

أخبرنى الصولى «١٧» ، قال: حدثنى يحيى بن على، قال: قال أبو جعفر محمد بن موسى المنجّم: كنت أحبّ أن أرى شاعرين فأؤدّب أحدهما- وهو عدى بن الرقاع- لقوله «١٨» :


[١] هو عدى بن زيد بن مالك بن عدى بن الرقاع، من عاملة: حى من قضاعة، ونسبه الناس إلى الرقاع وهو حد جده لشهرته. وكان شاعرا مقدما عند بنى أمية مداحا لهم خاصة بالوليد بن عبد الملك. وقد تعرض لجرير وناقضه فى مجلس الوليد بن عبد الملك ثم لم تتم بينهما مهاجاة. وتوفى سنة ست وعشرين ومائة.
وترجمته فى الأغانى ٩- ٣٠٧، والشعر والشعراء ٦٠٠، وطبقات ابن سلام ٥٥٨، والطرائف الأدبية.

<<  <   >  >>