للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وحدثنى عبد الله بن جعفر، قال: حدثنا المبرد، قال: ذكر عن رؤبة بن العجاج أنه قال: قدمت فارس على أبان بن الوليد البجلى منتجعا له، فأتانى رجلان لا أعرفهما، فسألانى عن شىء ليس من لغتى، فلم أعرفه، فتغامزا بى. فتقبّعت عليهما فهمدا، ثم كان بعد ذلك يختلفان فيسمعان منى الشىء فيكتبانه ويدخلانه فى أشعارهما، فعلمت أنهما ظريفان، وسألت عنهما فقيل لى: هما الكميت والطرماح.

روى أحمد بن أبى طاهر، عن أبى الحسن الطوسى، عن إسماعيل بن أبى عبيد الله، عن أبى عمرو الشيبانى، قال المفضل: لا يعتدّ بالكميت فى الشعر. وقال: أنشدنى أى معنى له شئت مما تستغربه حتى آتيك به من أشعار العرب.

حدثنى إبراهيم بن محمد العطار، عن العنزى، قال: حدثنى محمد بن بكير الأسدى، قال: حدثنى محمد بن أنس الأسدى، قال: حدثنى محمد بن سهل راوية الكميت، قال: سمعت الكميت يقول: إذا قلت الشعر فجأنى أمر مستو سهل لم أعبأ به حتى يجىء شىء فيه عويص فأستعمله.

حدثنى محمد بن إبراهيم، قال: حدثنا أحمد بن يحيى النحوى، قال «٢١» : قال ابن كناسة: اجتمع نصيب والكميت ويقال «٢٢» ذو الرمة، فاستنشد النصيب الكميت من شعره فأنشده الكميت «٢٣» :

هل أنت عن طلب الأيفاع منقلب

حتى بلغ إلى قوله:

أم هل ظعائن بالعلياء نافعة ... وإن تكامل فيها الأنس والشنب «٢٤»

فعقد النصيب بيده واحدا. فقال الكميت: ما هذا؟ قال: أحصى خطأك، تباعدت [٩٦] فى قولك «٢٥» : «الأنس والشنب» . ألا قلت كما قال ذو الرمة «٢٦» :

<<  <   >  >>