للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من الأنصار، عن الهيثم بن عدى، قال: قال جميل بيتا نصفه الأول أعرابى والآخر

مفكّك ليّن؛ وهو قوله: ... ألا أيّها النوام ... وذكره.

وأخبرنا ابن دريد، قال: أخبرنا عبد الرحمن- يعنى ابن أخى الأصمعى- عن عمّه، قال: قال هارون يوما لجلسائه- وأنا فيهم: أيكم يعرف بيت شعر أول المصراع منه أعرابى فى شملة، والثانى مخنّث يتفكك. فأرمّ «٥٠» القوم. فقال هارون: قول جميل:

ألا أيها النّوام ويحكم هبّوا

فهذا أعرابى فى شملة، ثم قال:

أسائلكم هل يقتل الرجل الحبّ

فهذا مخنّث يتفكّك.

قال الأصمعى: فقلت له: يا أمير المؤمنين، قول مادحك:

يا زائرينا من الخيام ... أعرابى فى شملة

حياكم الله بالسلام ... مخنّث فى يده دفّ

فسرّ بذلك، إذ كان قد مدح بهذا الشعر.

أخبرنا أبو بكر الجرحانى، قال: حدثنا محمد بن يزيد النحوى، قال: حدثنى عبيد الله بن محمد بن حفص بن عائشة، قال: حدثنى أبى، قال: حدثنى رجل من بنى عامر بن لؤى- ما رأيت بالحجاز أعلم منه، قال: حدثنى كثّير أنه وقف على جماعة يفيضون فيه وفى جميل أيهما أصدق عشقا- ولم يكونوا يعرفونه بوجهه- ففضّلوا جميلا فى عشقه، فقلت لهم: ظلمتم كثيّرا؛ كيف يكون جميل أصدق عشقا من كثير، وإنما أتاه عن بثينة بعض ما يكره، فقال «٥١» :

رمى الله فى عينى بثينة بالقذى ... وفى الغرّ من أنيابها بالقوادح

القادح: ما يثقبها ويعيبها- وكثير أتاه عن عزّة ما يكره؛ فقال «٥٢» :

<<  <   >  >>