للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبو عمرو بن العلاء: عمر بن أبى ربيعة حجّة فى العربية، وما تعلّق عليه بشىء غير حرف واحد وله وجه: قوله فى الاستفهام:

ثم قالوا تحبها قلت بهرا

ولم يقل أتحبّها.

قال ثعلب: وقال ابن الأعرابى فى هذا البيت: وقوله «بهرا» بهركم الله، أتظنّون أنى ليس كذا. قال: وقال غيره: عجبا لكم! كيف تظنّون غير هذا! وأخبرنى الصولى، قال: حدثنا القاسم بن إسماعيل، قال: حدثنا التّوزى، عن أبى عمر الأسدى؛ قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقول: عمر بن أبى ربيعة حجة فى العربية [١٠١] ما أخذ عليه شىء إلا قوله: ثم قالوا تحبها ... البيت. وله فيه عذر إن أراد الخير لا الاستفهام، كأنه قال: أنت تحبها على جهة الإخبار، فوكّد هو إخبارها بقوله، فهذا أحسن. «وبهرا» يجوز أن يكون أراد نعم حبّا بهرنى بهرا، ويكون بمعنى عقرا وتعسا؛ دعا عليهم إذ جهلوا من حبّه لها مالا يجهل مثله. وأنشد أبو عمرو «٦١» :

لحى الله قومى «٦٢» إذ يبيعون مهجتى ... بجاوبة بهرا لهم بعدها بهرا

قال أبو عمرو: ويكون بهرا بمعنى حبّا ظاهرا، من قولهم قمر باهر.

وحدثنى على بن عبد الرحمن، قال: أخبرنى يحيى بن على بن يحيى المنجم، عن أبيه، عن الأصمعى، قال: أبو عمرو بن العلاء: عمر بن أبى ربيعة حجّة فى العربية وما تعلّق عليه إلا بهذا الحرف الواحد. قال أبو عمرو: وله وجه إن كان أراد الخبر ولم يرد الاستفهام، لأنه إن كان أراد الاستفهام فكان ينبغى أن يقول: أتحبها. قال على بن يحيى: وقال إسحاق الموصلى: «قلت بهرا» أى عقرا وتعسا، دعا عليهم؛ وأنشد:

لحى الله قومي إذ يبيعون مهجتى ... بجارية بهرا لهم بعدها بهرا

قال على: وقال الأصمعى: بهرا، أى ظاهرا، من قولهم: القمر الباهر.

<<  <   >  >>