للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: وفد عبد الله بن عمر العبلى على هشام بن عبد الملك فأجازه بمائتى دينار، ثم مرّ بالوليد بن يزيد وهو ولىّ عهد هشام فقال له:

يابن الخليفة للخليفة والخليفة عن قليل

فبلغ هشاما فغضب، وأرسل خلفه، فردّ من الطريق، فقال له: مدحتنى وقلت فى شعرك:

ليلتى من كنود بالغور عودى ... بصفاء الهوى من أمّ أسيد

فقلت لى «٢٢» :

ووقاك الحتوف من وارث وا ... ل وأبقاك صالحا ربّ هود

ثم مررت بالوليد فنعيتنى له. ثم ضربه مائتى سوط مكان كلّ دينار سوطا. ثم أقام العبلى حتى هلك هشام، وقتل الوليد، وقام مروان بن محمد، فمدحه ومدح وليّى عهده:

عبد الله وعبيد الله، فقال:

لا حرماها ولا بها خلصا ... حتى يكون البدابك الهرم [١٠٨]

فضحك مروان، وقال: لقد أدبك أبو الوليد- يعنى هشاما.

وقد أنكر أهل العلم قوله «٢٣» :

وأبقاك صالحا ربّ هود

وهو يجىء فى موضعه إن شاء الله.

٢٣- عروة بن أذينة [١]

أخبرنا محمد بن الحسن بن دريد: أخبرنا العباس بن الفرج الرياشى، قال حدثنا


[١] هو عروة بن أذينة بن الحارث. وقال الكلبى: عروة بن أذينة، واسم أذينة يحيى بن مالك. وكان عالما ناسكا شاعرا حاذقا. ووفد على هشام بن عبد الملك، وأنشده شعره، وأضعف له جائزته.
وترجمته فى الشعر والشعراء ٥٦٠، والمؤتلف للآمدى ٦٩، واللآلىء ٢٣٦.

<<  <   >  >>