للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

محمد بن سلام، عن عبد الله بن أبى عبيدة بن محمد بن ياسر، قال: قلت لأبى السائب المخزومى: أما أحسن عروة بن أذينة حيث يقول «٢٤» :

لبثوا «٢٥» ثلاث منّى بمنزل غبطة ... وهم على غرض لعمرك ما هم

متجاورين بغير دار إقامة ... لو قد أجدّ رحيلهم لم يندموا «٢٦»

ولهنّ بالبيت العتيق لبانة ... والبيت يعرفهنّ لو يتكلم

لو كان حيّا قبلهنّ ظعائنا ... حيّا الحطيم وجوههن وزمزم

وكأنهنّ وقد حسرن لواغبا ... بيض بأكناف الحطيم مركّم

فقال: لا والله، ما أحسن ولا أجمل؛ بل أهجر وأخطأ، يصفهنّ بهذه الصفة ولا يندم على رحيلهنّ! هكذا قال كثير «٢٧» :

تفرّق أهواء «٢٨» الحجيج على منى ... وفرّقهم صرف النّوى مسى «٢٩» أربع

فريقان منهم سالك بطن نخلة ... وآخر منهم سالك بطن تضرع «٣٠»

فلم أر دارا مثلها دار غبطة ... وملقى «٣١» إذا التفّ الحجيج بمجمع

أقلّ مقيما راضيا بمكانه ... وأكثر جارا ظاعنا لم يودّع

وهل يغتبط عاقل بمكان ولا يرضى به؟ ولكنه كما قال: «مكره أخوك لا بطل» .

والعرجى أوفى بالعهد وأولى بالصواب حيث يقول- وقد عرض لها نافرة من منى «٣٢» :

<<  <   >  >>