للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكتب إلىّ أحمد بن عبد العزيز، أخبرنا عمر بن شبّة، قال: حدثنا الأصمعى، قال: حدثنا عبيد الله بن سالم، قال: أتانى رؤبة فجلس إلى قبّة لى مجلسا لا يراه من يدخل، ودخل [١١٤] أبو نخيلة، فجلس خارجا، فقيل له: أنشدنا يا أبا نخيلة.

فافتتح قصيدة لرؤبة فجعل ينشدها، ورؤبة يئط «٦٥» كأنّ السياط فى ظهره. فلما بلغ نصفها قال رؤبة: كيف أنت أبا نخيلة؟ فقال أبو نخيلة: واسوأتاه! ولا أشعر أنك ها هنا، إن هذا كبيرنا وشاعرنا الذى نعوّل عليه. فقال رؤبة: إياك وإياه ما كنت بالعراق، فإذا أتيت الشام فخذ ما شئت منه.

٢٩- مالك بن أسماء بن خارجة الفزارى [٢]

أخبرنا ابن دريد، قال: أخبرنا عبد الرحمن- يعنى ابن أخى الأصمعى، قال:

أنشد رجل عمّى:

وإذا الدّرّ زان حسن وجوه ... كان للدّر حسن وجهك زينا

وتزيدين طيب الطيب طيبا ... إن تمسّيه أين مثلك أينا

فأعجب بهما الرجل. فقال له عمى: لا تعجب بهما، فما يساويان لقعة ببعرة. وأجود الشعر ما صدق فيه وانتظم المعنى؛ كقول امرئ القيس «٦٦» :

ألم تريانى كلما جئت طارقا ... وجدت بها طيبا وإن لم تطيّب

قال الشيخ أبو عبيد الله المرزبانى رحمه الله تعالى: والبيتان لمالك بن أسماء.

٣٠- القحيف العامرى [١]

أخبرنا ابن دريد، قال: أخبرنا أبو حاتم، قال: سألت الأصمعى عن القحيف


[١] هو مالك بن أسماء بن خارجة بن حصين بن حذيفة بن بدر الفزارى، وآباؤه سادة غطفان. وكان مالك شاعرا غزلا ظريفا.
وترجمته فى المرزبانى ٢٦٦، والشعر والشعراء ٧٥٦، واللآلىء ١٥.
[٢] هو ابن خميّر بن سليم. وهو شاعر مفلق كوفى، لحق الدولة العباسية.
وترجمته فى المرزبانى ٢١١، وابن سلام ٥٩٤.

<<  <   >  >>