للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فجميع هذا البيت مبنىّ لطلب هذه القافية، وإلا فليس فى وصف الظبية بأنها ترتعى الجثجاث كبير فائدة؛ لأنه إنما توصف الظبية إذا قصد لنعتها بأحسن أحوالها؛ بأن يقال بأنها تعطو الشجر؛ لأنها حينئذ رافعة رأسها، وتوصف بأن ذعرا يسيرا قد لحقها؛ كما قال الطرماح «٤٣» :

مثل ما عاينت مخروفة «٤٤» ... نصّها ذاعر روع «٤٥» مؤام «٤٦»

فأمّا أن ترتعى الجثجاث فلا أعرف له معنى فى زيادة الظبية من الحسن، لا سيما والجثجاث ليس من المراعى التى توصف.

قال «٤٧» : ومن عيوب هذا الجنس أن يؤتى بالقافية لتكون نظيرة لأخواتها فى السجع، لا لأنّ [لها] «٤٨» فائدة فى معنى البيت؛ كما قال على بن محمد البصرى:

وسابغة الأذيال زعف «٤٩» مفاضة ... تكنّفها منى نجاد مخطط

فى وصف الدرع وتجويد نعتها، وليس يزيد فى جودتها أن يكون نجادها مخططا دون أن يكون أحمر أو أخضر أو غير ذلك من الأصباغ، ولكنه أتى به من أجل السجع.

ومن هذا الجنس قول أبى عدى القرشى «٥٠» [١٢٧] :

ووقيت الحتوف من وارث وا ... ل وأبقاك صالحا ربّ هود

<<  <   >  >>