للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٩- محمد بن مناذر [١]

حدثنى إبراهيم بن محمد العطار، عن الحسن بن عليل العنزى، قال: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الذارع، قال: حدثنا ابن عائشة، قال أبو العتاهية لابن مناذر: إن كنت أردت بشعرك العجاج ورؤبة فما صنعت شيئا، وإن كنت أردت أهل زمانك فما أخذت مآخذنا؛ أخبرنى عن قولك؛

ومن عاداك لاقى المرمريسا

أى شىء المرمريس؟

قال الشيخ رحمه الله تعالى: وجدت بخط محمد بن القاسم بن مهرويه، حدثنى محمد بن سعد، قال: حدثنى النّضر بن عمرو، عن المازنى، قال: حدثنا حيّان، قال:

دفع إلىّ ابن مناذر قصيدته الطويلة، وقال: اعرضها على أبى عبيدة. قال: فأتيته على باب أبى عمرو بن العلاء، فقرأت عليه قدر خمسة أبيات منها، فلم تعجبه، وقال: دعنى من هذا؛ فإنى قد تشاغلت بحفظ القرآن عن ذا.

ووجدت بخطّ ابن مهرويه، قال: حدثنى العباس بن ميمون، قال: سمعت الأصمعى يقول: حضرنا مأدبة وأبو محرز خلف الأحمر وابن مناذر معنا؛ فقال له ابن مناذر: يا أبا محرز؛ إن يكن امرؤ القيس والنابغة وزهير ماتوا فهذه أشعارهم مخلّدة، فقس شعرى إلى شعرهم. قال: فأخذ صفحة مملوءة مرقا فرمى بها عليه.

وجدت بخط ابن مهرويه: حدثنى أبو محمد، قال: حدثنى حماد، قال: قال ابن مناذر: قلت «٢٥» :

يقدح الدّهر فى شماريخ رضوى


[١] محمد بن مناذر، مولى لبنى يربوع، ويكنى أبا ذريح، وكان من أهل عدن. وكان وقع إلى البصرة لكثرة العلماء والأدباء بها، فما زال يلزم أهل الفقه وأصحاب الحديث والأدب حتى بلغ من ذلك أقصى مبلغ، وخرج إلى مكة ولم يزل بها مجاورا، وكان يسأله سفيان بن عينية. عن غريب الحديث ومعانيه فيجيبه عن ذلك.
وترجمته فى طبقات ابن المعتز ١١٩، والشعر والشعراء ٨٤٥، والأغانى ١٧- ٩ وميزان الاعتدال (٤- ٤٧) .

<<  <   >  >>