للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال المبرد: وقد ناقض هذا الشاعر؛ لأنه قال: «وليس فى الكذاب حيلة» ، ثم قال: «فحيلتى فيه قليلة «١٦» . ثم أنشدنا لنفسه:

إنّ النّموم أغطّى دونه خبرى ... وليس لى حيلة فى مفترى الكذب

٣٤- أحمد بن أبى طاهر [١]

أخبرنى الصولى، قال: قال دعبل بن على، وهو مما أبدع فيه وسبق إليه:

سرى طيف ليلى حين بان هبوب ... وقضّيت شوقى حين كاد يئوب

ولم أر مطروقا يحلّ بطارق ... ولا طارقا يقرى المنى ويثيب

فأخذه أحمد بن أبى طاهر، فقال- وسقط لفظه ولم يقارب لفظ دعبل ولا ملاحة معناه- وخلط وزاد فقال:

سرى طيف ليلى موهنا فسرى صبرى ... وجدّد من وجدى وهيّج من ذكرى

تأوّبنى منها خيال قرى المنى ... وما خلتها تسرى ولا خلته يقرى

فبتّ بها ضيفا مقيما برحلة ... وباتت بنا ضيفا يثيب وما يدرى

فزارت وما زارت، وجادت ولم تجد، ... وواصل عنها الطّيف وهى على هجر

لهوت بها من كاذب اللهو ليلة ... أرى باطلا كالحقّ فى النّوم والفكر

ولابن أبى طاهر قصيدة هجا فيها البحترى، وعضد عبيد الله [٢١٥] بن عبد الله بن طاهر، عند تقاولهما ختمها أحمد بقوله:

وقد قتلناك بالهجاء ولكن ... ك كلب قد التوى ذنبه


[١] أحد الشعراء البلغاء الرواة من أهل الفهم المذكورين بالعلم، وهو صاحب كتاب تاريخ بغداد فى أخبار الخلفاء والأمراء وأيامهم وغيره من الكتب، ومات سنة ثمانين ومائتين.
وترجمته فى طبقات ابن المعتز ٤١٦، ومعجم الأدباء (٣- ٧٨) .

<<  <   >  >>