للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال طرفة: لو عاينت فعل أمك خاليا نهاك. فقال المسيب: من أنت؟ قال:

طرفة بن العبد. قال: ما أشبه الليلة بالبارحة؛ يريد ما أشبه بعضكم فى الشر ببعض.

قال محمد: كذا روى أبو عبيدة، وغيره يروى أنّ الصّيعرية ميسم للإناث؛ فلما سمع «بناج عليه الصيعرية» قال: استنوق الجمل.

قال الشيخ أبو عبيد الله المرزبانى رحمه الله تعالى: وقد روى أنّ طرفة قال هذا القول لعمرو بن كلثوم التغلبى؛ فحدثنى على بن عبد الرحمن، قال: أخبرنى يحيى بن على بن يحيى المنجم، عن أبيه، عن محمد بن سلام. قال: وفد طرفة بن العبد على عمرو بن هند فأنشده شعرا له «١٦» وصف فيه جملا، فبينما هو فى وصفه خرج إلى ما توصف به الناقة، فقال له طرفة: استنوق الجمل؛ فغضب عمرو بن كلثوم، وهايج طرفة، وكان ميل عمرو بن هند مع طرفة؛ فاستعلاه عمرو بن كلثوم بفضل السن والعلم؛ فقال طرفة أبياتا يفخر فيها بأيام بكر على تغلب، وأولها:

أشجاك الرّبع أم قدمه ... أم رماد دارس حممه

فانصرف عمرو بن كلثوم مغضبا بفخر طرفة عليه، وميل عمرو بن هند مع طرفة؛ فقال قصيدته «١٧» :

ألا هيىّ بصحنك فاصبحينا «١٨»

ففخر على بكر بن وائل فخرا كثيرا، وعاد إلى عمرو بن هند فأنشده، فلم يقم طرفة ولم يكن عنده ردّ، ورحل عمرو بن كلثوم إلى قومه. وأشاع حديث عمرو بن كلثوم، فأحمش «١٩» البكرية؛ فبلغ ذلك الحارث بن حلّزة اليشكرى- ويشكر هو ابن وائل- فقال «٢٠» :

آذنتننا ببينها أسماء

<<  <   >  >>