للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يغلون في المديح؛ وشيعة يغلون فيه. فمن أحسن مدح فيهم لسنّيّ قول عمارة «١» اليمنى رحمه الله:

أفاعليهم في الجود أفعال سنّة ... وإن خالفوني في اعتقاد التّشيّع

ومن الذي وقعت فيه المغالاة قول بعضهم «٢» :

هذا أمير المؤمنين بمجلس ... أبصرت فيه الوحي والتّنزيلا

وإذا تمثّل راكبا في موكب ... عانيت تحت ركابه جبريلا

قلت: وهذه المغالاة من المغالاة الفاحشة التي لا يجوز الإقدام عليها لسنيّ ولا متشيّع، وإنما هي من اقتحام الشعراء البوائق «٣» .

[القسم الثاني من أرباب الوظائف بالدولة الفاطمية ما هو خارج عن حضرة الخلافة، وهو صنفان:]

الصنف الأوّل النّوّاب والولاة

واعلم أن مملكتهم كانت قد [انحصرت] في ثلاث ممالك فيها نوّابهم وولاتهم: المملكة الأولى «الديار المصرية» وهي التي كانت قد استقرّت قاعدة ملكهم، ومحطّ رحالهم، وكان بها أربع ولايات:

الأولى- «ولاية قوص»

وكانت هي أعظم ولايات الديار المصرية، وواليها يحكم على جميع بلاد الصعيد، وربما ولّي بالأشمونين ونحوها من يكون دونه.

<<  <  ج: ص:  >  >>