للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم ملك بعده ابنه (أشكنانيش) وهو الذي بنى مدينة ألبا، ثم اتصل الملك فيهم إلى أن افترق أمرهم، ثم كان من أعقابهم برقاش على عهد عزيا بن أمصيا من ملوك بني إسرائيل. واتصل الملك لابنه ثم لحافديه روملش وراملش لأربعة آلاف وخمسمائة سنة للعالم. وهما اللذان اختطّا مدينة رومية، وكان الرّوم بعد روملش وراملش وانقراض عقبهم قد سئموا ولاية الملوك عليهم، فصيّروا أمرهم شورى بين سبعين وزيرا. وقال ابن العميد: كانوا يقدّمون شيخا بعد شيخ، ولم يزل أمرهم على ذلك مدّة سبعمائة سنة، تقترع الوزراء في كلّ سنة، فيخرج قائد منهم إلى كل ناحية على ما توجبه القرعة، فيحاربون الأمم والطوائف، ويفتحون الممالك حتّى ملكوا الاندلس وأثخنوا في الجلالقة، وملكوا سمّورية «١» مدينة القوط، واستولوا على الشأم وأرض الحجاز، وافتتحوا بيت المقدس وأسروا ملكها، وكانت الحرب بينهم وبين الفرس سجالا إلى أن كانت القياصرة كما سيأتي إن شاء الله تعالى.

الطبقة الثانية (القياصرة قبل ظهور دين النّصرانية فيهم)

قال ابن العميد: لم يزل تدبير المشايخ الذين رتّبوهم نافذا فيهم، إلى أن كان آخرهم أغانيوش فدبّرهم أربع سنين وتسمّى قيصر، وهو أوّل من تسمّى بذلك من ملوكهم، ثم صار سمة لمن بعده. وسيأتي الكلام على معنى هذه اللفظة.

ثم ملك بعده (بوليوش قيصر) ثلاث سنين.

ثم ملك بعده (أوغشطش قيصر) بن مونوخس، وهروشيوش يسمّيه (أكتبيان قيصر) وهو الثاني من القياصرة، وهو الذي سلب ملك كلابطرا آخر ملوك اليونان المقدّم ذكرها. واستولى على مصر والإسكندرية وسائر ممالك اليونان الرّوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>