للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما بلاد المغرب: فأوائل ملوكهم على عموم ملوكهم لجميعها وخصوصه ببعضها ما بين مدّع للخلافة، كبني أميّة بالأندلس، وأتباع المهديّ «١» بن تومرت، فيدور أمر أحدهم بين التلقيب بألقاب الخلافة والاقتصار على اسمه أو كنيته، وما بين غير مدّع للخلافة، فيقتصر على اسمه أو كنيته فقط إلى أن غلب يوسف «٢» بن تاشفين في أوائل دولة المرابطين من الملثّمين من البربر على بلاد المغرب والأندلس، ودان بطاعة الخلافة العباسيّة ببغداد، فتلقّب ب «أمير المسلمين» خضوعا عن أن يتلقّب ب «أمير المؤمنين» الذي هو من خصائص الخلافة، وتبعه على ذلك من جاء بعده من ملوك الغرب من البربر: فتلقّب به بنو مرين: ملوك فاس، وبنو عبد الواد ملوك تلمسان، وبقي الأمر على ذلك إلى أن ملك فاس وما معها من بلاد المغرب أبو عنان من أحفاد السلطان أبي الحسن، فتلقب ب «أمير المؤمنين» وصارت مكاتباته ترد إلى الديار المصرية بذلك، وتبعه من بعده من ملوكهم على ذلك.

أما ملوك تونس من بقايا الموحّدين، فلم يزالوا يلقّبون بألقاب الخلافة على ما سبق ذكره في الكلام على ألقاب الخلفاء.

وأما الديار المصرية، فمضى الأمر فيها على نوّاب الخلفاء من حين الفتح الإسلاميّ وإلى انقراض الدولة الأخشيديّة ولم يتلقب أحد منهم بلقب من الألقاب الملوكية. ثم كانت دولة الفاطميين فتلقّبوا بألقاب الخلفاء على ما مر ذكره. ولم يتلقب أحد من وزرائهم أرباب السيوف لابتداء أمرهم بالألقاب الملوكية إلى أن ولي الوزارة المستنصر بدر الجماليّ وعظم أمر الوزارة، وصارت قائمة مقام السلطنة الآن فتلقب ب «أمير الجيوش» وتلقب ابنه في وزارته بعده

<<  <  ج: ص:  >  >>