للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشأم في نفر من ثقيف وقريش في عير لهم «١» ، فلما قفلوا راجعين [نزلوا منزلا واجتمعوا لعشائهم، إذ] «٢» أقبلت حيّة صغيرة حتّى دنت منهم فحصبها «٣» بعضهم بحجر في وجهها فرجعت، فشدّوا سفرتهم، ثم قاموا فشدّوا على إبلهم وارتحلوا من منزلهم، فلما برزوا من المنزل»

، أشرفت عليهم عجوز من كثيب رمل متوكّئة على عصا «٥» ، فقالت: ما منعكم أن تطعموا رحيبة «٦» ، اليتيمة الصغيرة التي باتت لطعامكم عليلة، قالوا: وما «٧» أنت؟ قالت أمّ العوام، أرملت «٨» منذ أعوام؛ أما وربّ العباد، لتفرّقنّ «٩» في البلاد، ثم ضربت بعصاها الأرض وأثارت بها الرمل، وقالت: أطيلي إيابهم، وفرّقي ركابهم! فوثبت الإبل كأنّ على ذروة كلّ منها شيطانا، ما يملكون منها شيئا حتّى افترقت في الوادي، فجمعوها من آخر النهار إلى غدوة، فلما أناخوا الرّواحل طلعت عليهم العجوز وفعلت كما فعلت أوّلا وعادت لمقالها الأوّل، فخرجت الإبل كما خرجت في اليوم الأوّل، فجمعوها من غد. فلما أنا خوها ليرحلوها، فعلت العجوز مثل فعلها في اليوم الأوّل والثاني فنفرت الإبل؛ وأمسوا في ليلة مقمرة ويئسوا من ظهورهم؛ فقالوا لأميّة بن أبي الصّلت: أين ما كنت تخبرنا به عن نفسك وعلمك؟

<<  <  ج: ص:  >  >>