للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مطلوب مرغّب فيه، فمن كلام عمر رضي الله عنه: «طينة خير من ظنّة» يعني أنّ ختم الكتاب بطينة خير من ظنّة تقع في الكتاب بالنظر فيه أو زيادة أو نقص، والظّنّة التّهمة. ومن كلام غيره: «اختم تسلم» . ومن كلام غيره: «إن طيّنت وإلّا وقعت» يعني إن طيّنت الكتاب وإلا وقعت في المحذور. ويقال: إنّ في ختم الكتاب تعظيما للمكتوب إليه. قال بزرجمهر أحد ملوك الفرس: من لم يختم كتابا فقد استخفّ بصاحبه، وجهّل في رأيه. وقد قيل: إن أوّل من ختم الكتاب سليمان عليه السّلام؛ وقد فسّر قوله تعالى حكاية عن بلقيس: إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتابٌ كَرِيمٌ

«١» بأنه مختوم. وعلى نهجه في ذلك جرت ملوك العجم. قال في «موادّ البيان» : ولم تزل كتب العرب منشورة حتى كتب عمرو «٢» بن هند الصحيفة إلى المتلمّس «٣» ، فقرأها ولم يوصّلها، فختمت العرب الكتب من حينئذ. وقد ورد في الحديث «أن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أراد أن يكتب إلى بعض العجم فقيل له: يا رسول الله، إنهم لا يقرأون كتابا غير مختوم، فأمر أن يتّخذ له خاتم حديد، فوضعه في إصبعه، فأتاه جبريل عليه السّلام فقال له: انبذه من

<<  <  ج: ص:  >  >>