للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الطرف العاشر (من المكاتبات عن الخلفاء المكاتبات إلى أهل الكفر)]

وكان الرّسم فيها أن يكتب «من فلان إلى فلان» . ويقع التخلّص فيها إلى المقصود ب «أما بعد» . ويختم الكتاب بلفظ «والسّلام على من اتّبع الهدى» . فقد حكى أبو هلال العسكريّ في كتابه «الأوائل» أنه كان على الروم ملكة، وكانت تلاطف الرشيد ولها ابن صغير، فلمّا نشأ فوّضت الأمر إليه فعاث وأفسد، فخافت أمّه على ملك الروم فقتلته، فخرج عليها تقفور ملك الرّوم فقتلها واستولى على ملكها وكتب إلى الرشيد:

«أما بعد، فإنّ هذه المرأة وضعتك موضع الشاه، ووضعت نفسها موضع الرّخّ «١» ، وينبغي أن تعلم أنّي أنا الشاه وأنت الرّخّ. فأدّ إليّ ما كانت المرأة تؤدّي إليك» . فلما قرأ الكتاب، قال لكتّابه أجيبوا عنه، فكتبوا ما لم يرتضه، فكتب هو إليه:

«من عبد الله هارون أمير المؤمنين، إلى تقفور كلب الرّوم. أما بعد، فقد فهمت كتابك، والجواب ما تراه لا ما تسمعه، والسّلام على من اتبع الهدى» .

ويقال: إنه كتب «الجواب ما تراه لا ما تسمعه، وسيعلم الكافر لمن عقبى الدار» . ولا يخفى ما في ذلك من البلاغة مع الإيجاز.

وكما كتب عن الحافظ لدين الله، أحد خلفاء الفاطميين بمصر إلى صاحب صقلّيّة «٢» وما معها من ملوك الفرنج:

<<  <  ج: ص:  >  >>