للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتعييري بما كان قبل [نزول النّعمة بي «١» ] من عند أمير المؤمنين أتمّ الله نعمته عليه، وإحسانه إليه. ويذكر أمير «٢» المؤمنين استطالة مني على أنس بن مالك، وأمير المؤمنين أحقّ من أقال عثرتي، وعفا عن ذنبي، وأمهلني «٣» ولم يعجلني عند هفوتي، للّذي جبل عليه من كريم طبائعه، وما قلّده الله من أمور عباده. فرأي أمير المؤمنين- أصلحه الله- في تسكين روعتي، وإفراج كربتي، فقد ملئت رعبا وفرقا من سطواته، وقحمات «٤» نقماته. وأمير المؤمنين- أقاله الله العثرات، وتجاوز له عن السيّئات، وضاعف له الحسنات، وأعلى له الدّرجات- أحقّ من صفح وعفا، وتغمّد وأبقى، ولم يشمت بي عدوّا مكبّا، ولا حسودا مضبّا، ولم يجرّ عني غصصا. والذي وصف أمير المؤمنين من صنيعته «٥» إليّ، وتنويهه لي «٦» بما أسند إليّ من عمله وأوطأني من رقاب رعيّته، فصادق فيه مجزيّ عليه «٧» بالشكر، والتوسّل منّي إليه بالولاية، والتقرّب له بالكفاية. وقد خضعت عند كتاب أمير المؤمنين، فإن رأى «٨» [أمير المؤمنين «٩» ]- طوّقني الله

<<  <  ج: ص:  >  >>