للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هدّه، ولا مديد ثناء إلّا صدّه. ولم لا وهو الشخص يموت بموته بشر كثير، ويبكيه قلم وحسام ومنبر وسرير؟ وعند الله نحتسبه جميعا، ونوسعه بمحض الصّفاء وصفو الثناء توديعا وتشييعا، ونفارقه فراق الصّدر خلده، والمصاب جلده، فوا أسفي لرزئه ما أفظعه موقعا! وواحربا ليومه ما أظلمه مطلعا! وواحزنا لنعيه ما أشنعه مرأى ومسمعا!!! فلئن جرت الدموع له دما، وأضمرت الضلوع به مضطرما، لما أدّت حقّه ولا كربت، ولا دانت بعض الواجب فيه ولا اقتربت، ولولا أنّ المنيّة منهل لا يحلّأ وارده، ومعلم يهدى إليه على أهدى سمت مباعده، لم يبق في أنس مطمع، ولا لحزن مستدفع، ولكان الثاكل غير ما ترى وتسمع، وما أنتم أيّها الشيخ المكرّم ممن ينبّه على ذخر من العمل الصالح، يكتسبه، وصبر في الرّزء الفادح، يحتسبه، فصبرا فالمنون غاية الممسين والمصبحين، والنبأ الذي يعلم ذوقا ولو بعد حين؛ وهو تعالى المسؤول أن يرقع بمكانكم هذا الخرق المتّسع، ويصل بجنابكم ذلك الشّمل المنصدع.

ابن أبي «١» الخصال:

الشيخ فلان أبقاه الله يتلقّى الأرزاء بحسن الصبر، وجميل الاحتساب، ويتقاضى بالتعزي مرتقب الأجر، ومنتظر الثّواب، معزّيه في أخيه الكريم علينا، العظيم مصابه الفادح لدينا، فلان: فإني كتبته- كتب الله لكم صبرا تجدون ذخره، وأوجب لكم عزاء تحمدون يوم القيامة شأنه وأمره- عندما وصل من وفاة الشيخ أبي فلان أخيكم رحمه الله تعالى ما كدّر العيش ونغّصه، وجشّم جرع الحمام المقطوعة وغصصه، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون!! استسلاما لقدره وقضائه، وأخذا فيما يدني ويقرّب من إرضائه، وما نحن إلّا بنو الأموات الذين درجوا، وسنخرج من الدّنيا كما قبلنا خرجوا، جعلنا الله جميعا ممن ينظر لمعاده، ويجعل التقوى خير ما أوعاه بجداده، وسلك بنا نهج هدايته وطريق رشاده. وهو جلّ وعلا يجزل لكم على مصابكم ثوابا عميما موفورا، ويجعل فقيدكم بين

<<  <  ج: ص:  >  >>