للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

توارث بركتها ملوك البسيطة في الأوّل والآخر، وعلما أنّه بقيّة العلم المشيد، والزّهد العتيد، وخليفة السّلف الصالح وما منهم إلّا من هو «أمين» العزم «رشيد» ، وأنّه الشيخ وكلّ من عرفه في بقائه ولقائه مريد، والقائم بالمقام الخليليّ- صلوات الله تعالى على ساكنه- مقاما مجتبى، والمنتسب إلى خدمة الحرم الإبراهيميّ مخدوما صلّى الله عليه ونسبا، والقديم الهجرة فلا تتركه الأوطان ولا تهجره، والمقيم بالبلد الخليليّ على إقامة الخير: فما ضرّه أنّ العدوّ يشكوه إذا كان «الخليل» يشكره؛ وقد سبقت له مباشرات في هذا الحرم الشريف فكان عزمها تماما، وشكرها لزاما، وكانت على الصّادرين كتلك النّار النبويّة بردا وسلاما.

فليعد إلى مباشرة وظائفه المذكورة في التواقيع الشريفة الّتي بيده، وليكن يومه في الفضل زائدا على أمسه مقصّرا عن غده، بثناء يتلقّى أضياف أبي الأضياف، بأليف أحوال الداخلين إليه شتاء وصيفا وإن لم تكن رحلة إيلاف، جاريا في بركة التّدبير والتثمير على عادته وعادة سلفه فنعم الخلف ونعم الأسلاف، مواظبا على عادة تقواه ورفع الأدعية لهذه الدّولة الشريفة، جاعلا ذلك منه أوّل وآخر كلّ وظيفة؛ والله تعالى ينفع ببركات سلفه وبه، ويكافيء عن الأضياف بسط راحته بالخيرات وفضل تعبه.

توقيع بمشيخة الزاوية الأمينية بالقدس ونظرها، كتب به للقاضي «برهان الدين» بن الموصلي ب «الجناب العالي» ؛ وهو:

رسم ... - لا زال يجري الأولياء في مقاصدهم على أجمل عادة، ويختار منهم لمواطن الخير من يرعاها بنظر يثمّر لها السّعادة- أن يحمل فلان في وظيفتي النظر والمشيخة بالزاوية الأمينيّة بالقدس الشريف، على حكم النّزول والتقرير الشّرعيّين المستمرّ حكمهما إلى آخر وقت، واستمراره في الوظيفتين المذكورتين بمقتضاهما، ومنع المنازع بغير حكم الشرع الشريف.

<<  <  ج: ص:  >  >>