للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وربما جنحوا عن صورة القسم إلى ضرب من التّعليق، مثل أن يقول: إن فعلت كذا فعليّ كذا، أو فأنا كذا، أو فأكون مخالفا لكذا أو خارجا عن كذا أو داخلا في كذا، وما أشبه ذلك.

وقد كانت العرب تأتي في نظمها ونثرها [عند] «١» حلفها بالتّعليق بإضافة المكروه إلى مواقعة ما يحذرونه: من هلاك الأنفس والأموال، وفساد الأحوال، وما يجري مجرى ذلك.

قال الجاحظ: قال الهيثم: يمين لا يحلف بها أعرابيّ أبدا، وهي أن يقول:

لا أورد الله لك صافيا «٢» ، ولا أصدر لك واردا، ولا حططت رحلك، ولا خلعت نعلك، يعني إن فعلت كذا.

وقال النّابغة الذّبيانيّ:

ما إن أتيت بشيء أنت تكرهه ... إذا فلا رفعت سوطي إليّ يدي

وقال الأشتر النّخعيّ:

بقّيت وفري وانحرفت عن العلى، ... ولقيت أضيافي بوجه عبوس!

إن لم أشنّ على ابن حرب غارة ... لم تخل يوما من نهاب نفوس!

وقال معد [ان] «٣» بن جوّاس الكنديّ:

إن كان ما بلّغت عنّي، فلا منى ... صديقي وشلّت من يديّ الأنامل!

وكفّنت وحدي منذرا بردائه ... وصادف حوطا من أعاديّ قاتل!

<<  <  ج: ص:  >  >>