للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله:

ألا ليت شعري، هل يلومنّ قومه ... زهيرا على ما جرّ من كلّ جانب

[الصفة الثانية أن يكون سليما من التعقيد]

وهو ألّا يكون الكلام ظاهر الدلالة على المعنى الذي يراد منه، وهو على ضربين:

الضرب الأوّل

- وهو الذي يسميه ابن الأثير: المعاظلة «١» المعنوية- ألّا يكون ترتيب الألفاظ على وفق ترتيب المعاني بسبب تقديم أو تأخير، أو حذف، أو إضمار، أو غير ذلك مما يوجب صعوبة فهم المراد، وإن كان ثابتا في الكلام، جاريا على القوانين، كقول الفرزدق في مدح إبراهيم «٢» بن هشام بن إسماعيل المخزومي، خال هشام بن عبد الملك:

وما مثله في الناس إلا مملّكا ... أبو أمّه حيّ أبوه يقاربه

أي وما مثل هذا الممدوح في الناس حيّ يقاربه ويشبهه في الفضائل إلا مملّكا، أبو أمّ ذلك المملّك أبو الممدوح، فيكون الممدوح خال المملّك، والمعنى أنه لا يماثل أحد هذا الممدوح الذي هو إبراهيم بن هشام إلا ابن أخته هشام، أفسده وعقّد معناه، وأخرجه عن حدّ الفصاحة إلى حدّ اللّكنة؛ وكذلك قوله في الوليد بن عبد الملك:

إلى ملك، ما أمّه من محارب ... أبوه، ولا كانت كليب تصاهره

<<  <  ج: ص:  >  >>