للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

استحق النار أن لا يدخلها وفيمن دخلها أن يخرج منها. ويخرج الله من النار أقوامًا بغير شفاعة، بل بفضله ورحمته ويبقى في الجنة. فضل عمن دخلها من أهل الدنيا، فينشئ الله لها أقواما فيدخلهم الجنة.

وأصناف ما تضمنته الدار الآخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار، وتفاصيل ذلك مذكور في الكتب المنزلة من السماء. وفي الآثار من العلم الموروث عن الأنبياء، وفي العلم الموروث عن محمد صلى الله عليه وسلم من ذلك ما يكفي ويشفي، فمن ابتغاه وجده

[[الإيمان بالقدر خيره وشره]]

وتؤمن الفرقة الناجية أهل السنة والجماعة بالقدر خيره وشره. والإيمان بالقدر على درجتين، كل درجة تتضمن شيئين) (١) :

ــ

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


(١) مراتب القدر أربع، وإن شئت سميتها أشياء بدلا من مراتب كما سماها المصنف رحمه الله الأولى: علم الله بجميع الأشياء وعلمه بجميع أفعال العباد من طاعة ومعصية وغير ذلك. فهو سبحانه موصوف بالعلم أزلا وأبدا لا يغيب عن علمه شيء، كما قال تعالى: " إن الله بكل شيء عليم ".
الثانية: كتابته لجميع الأشياء، فجميع ما كان وما سيكون كله مكتوب لديه، كما قال تعالى: " أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ "، وقال: " مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ".
الثالثة: مشيئة الله النافذة في كل شيء، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، كما قال تعالى: " ولو شاء الله ما فعلوه "، " لمن شاء منكم أن يستقيم "، " وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين "، وقال: " إن الله على كل شيء قدير ".
الرابعة: الإيمان بأن الله خالق الأشياء وموجدها، فلا خالق غيره، ولا رب سواه كما قال: " الله خالق كل شيء "، وقال: " الحمد لله رب العالمين ". والمراد بالعالمين جميع المخلوقات، قال تعالى: " قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ قَالَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ ".

<<  <   >  >>