للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيها، ثم قال: سمعت يا أبا الوليد؟ قال: سمعت. قال: فأنت وذاك. فقام عتبة إلى أصحابه، فقال بعضهم لبعض: نحلف بالله لقد جاءكم أبو الوليد بغير الوجه الذي ذهب به. فلما جلس إليهم، قالوا: وما وراءك يا أبا الوليد؟ قال: ورائي إني والله قد سمعت قولا ما سمعت بمثله قط، والله ما هو بالشعر، ولا السحر، ولا الكهانة، يا معشر قريش أطيعوني واجعلوها بي، خلوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه واعتزلوه، فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت نبأ؛ فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب، فملكه ملككم، وعزه عزكم، وكنتم أسعد الناس به. قالوا: سحرك والله يا أبا الوليد بلسانه. فقال: هذا رأيي لكم فاصنعوا ما بدا لكم) (١) .

وهذه بعض شهادات المنصفين من المعاصرين:

-يقول إبراهيم خليل (٢) : (يرتبط هذا النبي (صلى الله عليه وسلم) بإعجاز أبد الدهر بما يخبرنا به المسيح -عليه السلام- في قوله عنه: (ويخبركم بأمور آتية) ، وهذا الإعجاز هو القرآن الكريم، معجزة الرسول الباقية ما بقي الزمان، فالقرآن الكريم يسبق العلم الحديث في كل مناحيه؛ من طب وفلك


(١) الخصائص الكبرى للسيوطي (١/١٨٩-١٩٣) باختصار.
(٢) قس مبشر من مواليد الإسكندرية عام ١٩١٩، يحمل شهادات عالية في علم اللاهوت من كلية اللاهوت المصرية، ومن جامعة برنستون الأمريكية، عمل أستاذا بكلية اللاهوت في أسيوط، كما أرسل عام ١٩٥٤ إلى أسوان سكرتيرا عاما للإرسالية الألمانية السويسرية، وكانت مهمته الحقيقية التنصير والعمل ضد الإسلام، لكن تعمقه في دراسة الإسلام قاده إلى الإيمان بهذا الدين وأشهر إسلامه عام ١٩٥٩، ومن مؤلفاته: محمد في التوراة والإنجيل والقرآن-المستشرقون والمبشرون في العالم العربي والإسلامي -تاريخ بني إسرائيل. (انظر قالوا عن الإسلام للدكتور عماد الدين خليل (ص:٤٩) .

<<  <   >  >>