للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الموجود معنا , والذي يرجع إلى الخليفة المكروب عثمان) (١) .

ويقول بلاشير (٢) : (إن الفضل بعد الله يعود إلى الخليفة عثمان بن عفان؛ لإسهامه قبل سنة ٦٥٥م في إبعاد المخاطر الناشئة عن وجود نسخ عديدة من القرآن، وإليه وحده يدين المسلمون بفضل تثبيت نص كتابهم المنزل، على مدى الأجيال القادمة) (٣) .

٢- هذه الشبهة الرد عليها متفرع من الرد على الشبه السابقة، فإن كان المخالف قد أقر بأن هذا القرآن ليس من النبي (صلى الله عليه وسلم) ولا نقله من غيره، بل هو من الله تعالى؛ فإن الله قال في هذا الكتاب: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر:٩] ، فبما أن الله تكفل بحفظه، إذن لا يوجد مجال للطعن في بقائه؛ لأن هذا تكذيب لله تعالى.

٣-يكفي في الرد على هذه الدعوى العارية عن مستند أن نطالبهم بالدليل، {قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين} [البقرة::١١١] .

فالدعاوى إن لم تقم عليها بينات أصحابها أدعياء

٤- نرد عليهم بالواقع؛ فإن الواقع يُثْبِتُ إن القرآن لم يتغير منه شيء، فالتفاسير القديمة والكتب المؤلفة في الصدر الأول، والآثار المنقولة عن التابعين والصحابة ,والأحاديث المرفوعة للنبي (لم نجد فيها حرفا يغاير ما هو بين أيدينا الآن، بل يذكر فيها القرآن بنصه وحروفه وترتيبه، وكل من قام بمحاولة لتحريفه أو تغييره فُضِحَ وكُشِفَ وباءت حيلُه بالفشل.


(١) مدخل إلى القرآن الكريم، للدكتور محمد عبد الله دراز، (ص:٤٠) ، دار القلم، الكويت،١٩٩٣.
(٢) تقدمت ترجمته ص (٩) .
(٣) تاريخ الأدب العربي لبلاشير (٢/٢٢) عن كتاب قالوا عن الإسلام (ص:٥٢) .

<<  <   >  >>